الفصل التاسع عشر
أحيانا يحاول أحد الوالدين الذي انتقده الشريك السابق أن يرد على الانتقاد وذلك عن طريق:
إما شراء ما يريده الطفل مهما كان، أو الموافقة على قيام الطفل بأي عمل يريده مهما كان هذا العمل!!، وسميت هذه الحالة "بمتلازمة ديزني" عند الأب، ومن الواضح أن هذا بسبب تأثير العناد، وشكل آخر من هذه المتلازمة يتصل مباشرة بخلق العناد وهو أن أحد الوالدين قد تلقى ضغطا سيئا من الشريك السابق لدرجة أنه يختار ألا يؤدب الطفل خوفا من زيادة تدمير العلاقة مع الطفل كما دُمِرت من قبل بين الأب والأم، وهذا يجعل الطفل صعب المراس وأكثر عنادا، ويمكن في الحقيقة أن يؤدي هذا التصرف إلى الاغتراب الشديد الذي يخشاه أحد الوالدين.
ولقد وجدنا أنه كلما طال إهمال قضايا التأديب والتربية كلما صعب وضع حدود نهائية وعواقب للسلوك الخطأ، ولذلك فنحن ننصح بتعزيز قوانين المنزل والأسرة من اليوم الأول التالي للانفصال أو الطلاق.
مواجهة الزواج الثاني
بقدر ما يحب الأطفال الحصول على أحدث ألعاب الفيديو والملابس والموسيقى فإن ما يطمحون إليه في الواقع أكثر من أي شيء آخر هو الحياة الآمنة، فعندما تهتز الحقيقة أو الواقع أو الوجود أثُناء الأحداث العاطفية المضطربة والعنيفة مثل الطلاق، والذي قد يعقبه الزواج الثاني لأحد الوالدين أو لكليهما، كل هذا يؤدي إلى العناد؛ فإذا كنت تعالج أحد هذه الأحداث فلا بد أن تكون حريصا بشكل خاص ألا تدع سلوك العناد يمر دون مواجهة!، وإلا ستواجه مشاكل خطيرة.
لقد كتب العالم النفسي "ميلتون إريكسون" عن طفل الثامنة الذي فقد السيطرة عندما بدأت أمه وهي الراعية الوحيدة له في الإعداد للزواج مرة أخرى، وكانت الأم تعارض تصحيح سوء سلوكه في ذلك الوقت، ونتيجة لهذا ازداد الطفل عنادا وشراسة، إن عدم معرفة الحدود والقيود كان مخيفا للطفل في هذا السن، فظل يثور حتى وصل إلى حد إزاحة القيود بعيدا عن السلوك، لدرجة أنه دمر الأثاث الذي في المنزل وحتى عند الجيران؛ حيث لم يستطع أحد السيطرة عليه، ولم يتعلم الطفل السيطرة على نفسه إلا بعد أن تدخلت الأم بالتأديب والتربية ونقد السلوكيات السيئة الصادرة من الطفل، وبعد ذلك شكر الطفل الأم لتوفيرها بعض القيود أو لنقل "الفرامل" للطفل.
وبتزايد حالات الطلاق والانفصال وزوج الأم وزوجة الأب والعائلات المختلطة والأسر ذات العائل الوحيد والأسر غير التقليدية هذه الأيام تزداد تحديات الأبوة والتربية ولكن مهما كانت الظروف فإذا اتبعت الاقتراحات التي قدمناها في هذا الكتاب يمكنك تحقيق تقدما حتى في أصعب الظروف.
تؤثر علاقات الوالدين على الطفل بثلاثة طرق
هناك ثلاثة مواقف بينك وبين شريكك يمكن أن تؤثر سلبيا على محاولات تربية الطفل:
1- اختلاف فلسفة التربية بين الزوجين: عندما يختلف الزوجان علنا بشأن كيفية تربية وتنشئة الطفل فإن هذا يجعل الطفل مشوش التفكير ومستعدا للعناد.
2- الطلاق وما بعده من آثار: إن الوالدين المطلقين لا حاجة لهما بأن ينشئون طفلهم بنفس القوانين ولكن من المهم للزوجين ألا يتحدثا بسوء عن بعضهما البعض أو أن يحاولوا استخدام الطفل كرسول لتحاشى الاتصال المباشر بينهما، وثمة مشكلة محتملة للزوجين المطلقين، وهي رفض تأديب الطفل خوفا من إبعاده أكثر وأكثر، وهذا يجعل الطفل صعب المراس وغير مطيع وصعب المراس.
3- الزواج مرة أخرى: أن هذا الحدث قد يدفع عواطف الطفل بعيدا عن التوازن ويفجر العناد، فإذا أصبح الطفل عنيدا أثناء مثل هذه الأحدث فمن المهم معالجته بسرعة وإلا فالعناد سوف يتصاعد.
يتبع >>>>>>>>>>> عقوق الأبناء