هل يتحول البشر إلى ورق؟
سؤال غريب يثير تساؤلات وعلامات استفهام, لكن الحال البشري يؤكد أن البشر يمكنه أن يتحول إلى ورق ويُستعمل لأغراض متعددة، ورق بلا سطور أبيض وملون وجاهز للاستعمال لمرة واحدة أو أكثر, والورق البشري عبارة عن شخص منزوع الرأس والقلب والضمير, يكون جاهزا للقيام بما لا يخطر على بال من المهمات الوهمية والسرابية, التي تدفع به إلى ضرب وعيه بصخرة الواقع الواضحة أمام سطوع شمس الحقيقة المشرقة،
وما أكثر الذين يتحقق استخدامهم ورميهم في حاويات النفايات بعد حين، والعجيب في الأمر أن الذين يحسبون أنفسهم قادة ورموزا من أسهل ما يمكن استعمالهم لأغراض معينة ولفترة زمنية تقررها المصالح والمطامع, وبعد أن ينتهي دورهم وتنتفي الحاجة إليهم تجدهم قد وصلوا إلى مصيرهم المحتوم وكأنهم كانوا في غفلتهم يعمهون،
وفي المنطقة العديد من الذين كانوا يسمّون بالقادة انتهى بهم الحال إلى أسوأ مما يخطر بخيال, بعد أن أدى كل منهم المهمة وأتم الواجب, فاستفاق على مصير ما تصوره ذات يوم, وكأنه كان في سكرة السلطة والكرسي حتى أفاق منها وهو حتف أنفه،
وفي الواقع القائم في بعض المجتمعات تجد رموزا ومسميات تساقطت كأوراق الشجر, التي زعزعها الخريف فتهاوت لتسحقها أقدام الأيام, وتحيلها إلى سماد عضوي تأكله جذور الأشجار الباسقة المتحفزة لربيع أخضر، فكم منهم سقط وتساقط وسيتساقط؟
فهم أوراق بلا سطور, تستعمل لجميع الأغراض, ويا لسوء ما فعلوه!! أوراق ستحرقها إرادة الأجيال المنبثقة من رماد الخراب والدمار والوعيد والحرمان من أساسيات الكينونة والحياة،
نعم ستحرقها الأجيال الواعدة المتسامقة الصاعدة إلى مستقبل أزهى وغدٍ أبهى, وهي تحمل رايات أكون, وتؤمن بأنها بوطنها تتفتح وتتبرعم وتنطلق بقدراتها الأصيلة, لتتجسد معاني ذاتها وتتفتح جواهر ما فيها من الرؤى البارقات الزاهيات بالأمل وصدق الحياة،
ولن تعيش الأوراق في زمن التجلي والانطلاق المتوهج النوّار المتواكب الإبراق!!
واقرأ أيضاً:
النفط طاعون العرب!! / جثث الكلمات!! / مناخ وانشداخ!!