- هل نحن أمة مُستخردة؟! فعلى مدى القرن العشرين وحتى اليوم لم نحظى بقادة يعرفون ويستطيعون النهوض بها والأخذ بمسيرتها إلى مكانتها التي تستحقها.
- قادة هذه الأمة منذ تأسيس دُولها لم يتمكنوا من وضع الرؤية الصحيحة الصائبة لصيرورتها الحضارية المعاصرة، ومُعظمهم كانوا من الكلاميّين المُدجّجين بأحلام يقظة هوجاء. وقد تبيّن أن الأمة تقبض على ثلثي طاقة الأرض، وفيها ثروات أخرى هائلة لكنّها وظّفتها وفقاً لأجندات جهلها وغفلتها فيما يضرها ولا ينفعها، فهي تسخّر عائدات النفط للخراب والدمار وزيادة الفقر والشقاء والقهر والعناء بين أبنائها وتدفعهم إلى حروب عبثية وصراعات استنزافية تُزعزع أعمدة وجودهم وتمزّق كيانهم.
- وقد فعل الّدين الذي سيّسه حكامها لتدميرها إلى أقصى ما يمكن أن يكون عليه الدمار والخراب والاستهتار بالقيم والمعايير والتقاليد الراسخة.
- والأمة مُستخردة من قبل القوى الإقليمية والعالمية لأنها لا تحترم إنسانها ولا تعترف بقيمته وحقه في الحياة الحرة الكريمة، وإنّما تتفاخر بتنمية الفقر وتكاثر الجياع والمشردين والحائرين في بلدانها التي تحوّلت إلى جحيمات فاقدة للأمان وتستحوذ عليها المليشيات والعصابات المُعمّمة التي ترفع شعارات شيطانية باسم الدين الذي تحوّل إلى فاجعتها العظمى.
- وهذه الأمة لا يستحي حكامها من الذل والهوان والتبعية والإمعان بالخنوع والخضوع لإرادة الطامع بوجودها ويتوسلون للأقوياء ويستعينون بهم على إخوانهم، فالعرب يقتلون العرب ويستعينون بالأجنبي على العرب ولا يأبهون للأمة وعزتها وكرامتها، فهذه المفاهيم لا يُدركونها ولا يريدون سماعها، فالمهم نزواتهم وشهواتهم المنفلتة العمياء. فهل للأمة من قادة أوفياء بدلاً من الحكام الذين يحققون مصالح الطامعين بالأمة؟؟
*استخرد: كلمة باللهجة العامية تعني الاستضعاف والاستهانة، ومُشتقة من خُرْدة ومعناها: ما صغُر وتفرّق من الأمتعة، وتُطلق أيضاً على القطع المعدنية المتفرقة والأشياء القديمة التي فقدت صلاحيتها.
31\1\2020
واقرأ أيضاً:
ثؤرات وثورات؟!! / الارتهانية!! / اقتلوهم بدينهم!! / الجهل والفقر المُقدسان وأحزابٌ الأديان!!