كتبت العديد من المقالات عن النفط على مر العقود، وما صُدِّقّتْ. ونُشِرَ عدد منها في الصحف العربية منذ تسعينيات القرن الماضي، وقد أشارت تلك المقالات إلى أن النفط سيغور وقدرات حقول النفط على الإنتاج ستضعف مع الوقت لأن الأرض تنزف النفط من بدنها وكل نزيف لا بد أن ينقطع ذات يوم. والمشكلة التي واجهت البشرية بعد قرن مُدمن على النفط هي أن البيئة التي لوّثها النفط أوشكت أن تكون غير صالحة للبقاء، ومن المحتمل أن تُصاب المخلوقات الأرضية بالانقراض بسبب النفط الذي زعزع ثوابت البيئة الحاضنة للحياة.، وهذه المخاطر دفعت بالعقول للبحث عن طاقة بديلة فتحققت نجاحات فائقة في ميادينها، وهي في تقدم متسارع وتوجّه تنافسي مضطرد. فعلى سبيل المثال، أن السيارات ستصبح كهربائية في العقود القليلة القادمة، بل إن الذي يريد شراء سيارة في الوقت الحاضر يحسب أنها ستكون غير صالحة في أقل من عقد لأن السيارات الكهربائية بدأت بغزو الأسواق، وقس على ذلك العديد من الآلات والمكائن التي تحوّلت من الاعتماد على النفط إلى مصادر أخرى للطاقة أكثر سلامة وصداقة للبيئة.
ومنظمات الدنيا الاقتصادية تشير في تقاريرها إلى أن النفط سيفقد دوره وقيمته في العقود القادمة ولن يكون كما كان في القرن العشرين الذي يمكن تسميته بقرن النفط، فالقرن الحالي سيكون قرن المصادر المتنوعة للطاقة ويأتي في مقدمتها الطاقة الشمسية والكهربائية والذرية وغيرها الكثير من المصادر التي يتم ابتكارها واكتشافها.
وهناك ما يؤكد أن الدول النفطية ستُعلن إفلاسها في أقل من عقدين مهما توهّمت، فقد حظيت بفرصة حضارية لم تستثمر فيها، وربما ستعود إلى مُربّع وجودها الأول وستتدحرج إلى حيث لا تتصور ولا يمكنها أن تتخيل مصيرها. فالنفط سينضب وسينخفض سعره إلى ما كان عليه في بداية القرن العشرين، وهذا يعني أن الدول التي تعتمد على النفط في اقتصادها ستفقد قيمتها ودورها وقدرتها على الحياة مما سيدفعها إلى الخنوع والاستسلام للدول القوية القادرة على صناعة الحياة وابتكار وسائلها.
فهل أدركت دول النفط بأنها على شفا الإفلاس؟!!
10\2\2020
واقرأ أيضاً:
الآنيّة / الفرصة الحضارية / الأجيال الصاعدة تلد ذاتها الواعدة / اللغة العربية بخير