الأمة تتشوق للكتابات والخطابات التفاؤلية العزومة المُلهمة المُحفزة للطاقات والقدرات. فقد أتعبها أبناؤها على مدى أكثر من قرن بكتاباتهم اليأساوية الخيباوية التي تُسوّغ الانكسار والانتكاس والشعور بالضعف والمذلة والهوان.
فأبناء الأمة يلطُمون بأقلامهم ويشتكون ويتلاومون ويتقاهرون فيُقهرون فتراهم بمداد البؤس والشقاء يكتبون وبأفكار الهزيمة يُحلّلون ويُنظّرون مما أسهموا بتنمية مشاعر القُنوط والجُمود والتحنُّط في قوالب صامتة.
فالأمة بحاجة للذين يتوثُبون وبالعزيمة يتمسّكون وللمستقبل بثقةٍ يعملون ويؤمنون بأن الأمة تكون وفيها ما يؤهلها للانطلاق إلى أمدٍ رائعِ بديع تتواصل فيه مع الدنيا بقدراتها المعاصرة الواعدة.
هذا التوجّه يستدعي مجاهدة ذاتية ومُجالدة فكرية وعقلية ونفسية للخروج من قوقعة الذّل والامتهان، والأمر ليس عسيراً بل ممكن، فلدى الأمة العناصر الحضارية الكفيلة بإنجازه والمُضي به إلى حيث تريد.
والثورات التي انبثقت في قلب الأمة لم تصب أوكلها لغياب القدرات الهُمامة والأفكار النوّارة القادرة على تشكيل رؤية حضارية مشرقة تُلهم الأجيال وتُمدها بطاقات التفاعل الإيجابي المُتمسّك بمسارات الكينونة الأصيلة الواثقة.
وتقع المسؤولية على المُفكرين والكتاب والمثقفين الذين يستوجب عليهم إعادة النظر بأنفسهم وما يكتبون وكيف يفكرون؟ ولماذا يكتبون؟ وما هي غاياتهم ومراميهم وما يتطلعون إليه من أهداف؟ وكيف تتحول رُؤاهم إلى حالات ذات قيمة إنجازية فوق التراب؟.
إن انغماس عقول الأمة بما لايجدي نفعا وبما يزيدها استنقاعاً وتأسُّناً من العوامل المهمة الفاعلة في صياغة الحاضر والمستقبل وإصابتهما بأمراض العجز والخواء، ودفع الأجيال إلى الخُنوع والخضوع والسقوط في أحضان التبعيات المقيتة الجارفة لوجود الأمة. وعليه فلا بد من الانتباه واليقظة والبزوغ والخروج من دروب الضلال والبهتان، والإيمان بأنوار العقل الإبداعية القادرة على صناعة الحياة المتفقة مع جوهر أمة ذات باعٍ حضاري مديد.
فهل لنا أن نأخذ بأمتنا إلى مواطن المجد؟!!
16\2\2020
واقرأ أيضاً:
الفرصة الحضارية / الأجيال الصاعدة تلد ذاتها الواعدة / اللغة العربية بخير / مصير النفط