الصين تتعرّض لهجمة وبائية عاتية، وهي صامدة مُتحدّية تستحضر طاقاتها وقدراتها لتوفير عوامل الانتصار على الفيروس الطاعوني الشديد الخطورة والتدمير. فهي التي بنت مستشفى بسعة ألف سرير في غضون ستة أيام ومستشفى بسعة بضعة آلاف سرير في ظرف أسبوعين وتصرّفت بصرامة وقوة لمُحاصرة الوباء والقضاء عليه، ولم تستسلم وتتباكى وتستغيث وتطلب مساعدة الدول الأخرى، وإنما استجمعت قدراتها ونازلت الوباء وهي واثقة من تحقيق النصر وإخماد قدرات الفيروس المُعدية والقاتلة.
هكذا تتصرف الدول الأبية الشامخة المُعبرة عن سيادتها وكرامتها وقدراتها على التحدي والمجابهة لجميع الشدائد والويلات والوبائيات التي قد تجتاحها ذات حين، إنها دول تحترم نفسها وتعرف قيمتها ودورها ومكانتها وعزتها وما تمتلكه من الطاقات والقابليات والإمكانيات اللازمة لخوض النزالات المصيرية مع أعتى أعداء الحياة.
ووفقا لهذه الروحية والجدّ والاجتهاد فإن الصين ستنتصر على وباء كورونا وستنتقل إلى مراحل أخرى فعّالة ومتطورة في أساليب الوقاية والعمل الحثيث على منع تكرار انتشار أي وباء فيها مثلما فعلت لمنع تكرار المجاعات.
فالمجتمعات تتعلم من التجارب والتحديات، أما مجتمعاتنا فحدث ولا حرج، فكل ما يحصل فيها يعيد التكرار مراراً فلا نتعلم منه ولا نتوقّى، ولو أصابنا وباء كارونا لانطلقنا نصرخ ونستغيث ونتوسل الآخرين لانقاذنا من غزوة الفيروس القاتل، بينما الصين لا تزال تعمل وتتحدى ولا تتشكى وتؤمن بأنها ستنتصر وستتجاوز المحنة. فلماذا لا نتعلم من الدول الأبيّة؟! ولماذا لا نُجيد التعلم من ويلاتنا والتحديات التي تواجهنا؟!
سؤال يبحث عن جواب في تلافيف وعينا المُعمّم بالضلال والبهتان؟!!
*سبى: أسَرَ , احتجز , قيّدَ.
14\2\2020
واقرأ أيضاً:
الأجيال الصاعدة تلد ذاتها الواعدة / اللغة العربية بخير / مصير النفط / التفاؤلية وإرادة الحياة