المجتمعات المعاصرة يهمها ما ينجزه السياسي، وعلى ضوء ذلك يكون تقيمه. وفي المجتمعات المتأخرة الإنجاز لا يعني وإنما المُسمّيات والانتماءات وغيرها من التوصيفات والتضليلات.
والمصطلحات عاهة مُروّعة تعصُف في أرجاء المجتمعات المتأخرة وتتحدد بموجبها المواقف والمعطيات، فهذا دكتاتور ولا يمكن النظر إليه بغير ذلك، أما إنجازاته فلا قيمة لها ولا معنى فهو دكتاتور وكذا وكذا .وذلك ديموقراطي أو ليبرالي ولا معنى لفساده وإفساده وتعسفه وعدم قدرته على الإنجاز، المهم أنه ديمقراطي.
هذا الخلل في الاقتراب من الحالات الفاعلة في المجتمع له الأثر الكبير على ما تؤول إليه الأحوال وتتصل بالتداعيات، فالأنظمة السياسة متنوعة ولا يمكن القول بأنها متشابهة أو متطابقة، فلكل نظام سياسي رؤيته وبرامجه، والحكم على أفضلها يكون بتقييم الإنجازات بأنواعها من العمرانية إلى الخدمات وما يساهم في تيسير حياة المواطنين. أما الاعتماد على المصطلحات والتسميات الرنّانة فلا قيمة لها ولا معني. فعلى سبيل المثال: النظام الصيني جيد وفعال عندما يقاس بإنجازاته ومُعطياته التي بموجبها لن تجد مشردّاً وجائعاً أو معوزاً في الصين، أما النظر إلى التوصيف والتسمية فلا قيمة لها ولا معنى. فلا يعني أن النظام يجب أن يكون ديموقراطياً كما نفهم، وكلٌّ يرى الديموقراطية على هواه وقياساته وينسى المنجزات. فماذا أنجزت ديموقراطياتنا المستوردة؟؟ ماذا حصل في بلدان الديموقراطيات الوافدة وليست الأصيلة؟؟
لا توجد ديموقراطية أصيلة في مجتمعاتنا إلا الديموقراطية التونسية، ومع ذلك فإن أنظمتها الدكتاتورية قد حققت إنجازات كبيرة وأخص بذلك نظام الحبيب بورقيبة الذي تُحسب له إنجازات كبرى على جميع المستويات، والذي أخذ الديمقراطية إلى مستواها الراقي أحد العاملين معه وهو الرئيس المرحوم القايد السبسي.
أما باقي الديموقراطيات فلا قدرة لها على تحقيق أي إنجاز حضاري نافع للمواطنين وأكثرها اتّخذت طريق التّبعية والخنوع سبيلاً لحكمها وأطلقت الفساد من معاقله وسخّرت الدين لتجارات بشرية أثيمة.
فالمهم هو الإنجاز وليس المُسمى، ولكل مُجتمع نظامه السياسي الذي ينفعه، فإذا أنجز ما ينفع المواطنين فهو الأصلح.
فابحثوا عن الإنجازات لا على المسميات والمصطلحات التي نصطلي بنيرانها..
وهذه المقالة تنظر في الإنجاز وما ينفع الناس لا غير، فهما المقياس الأقوم للحياة الحرة الكريمة..
28\8\2019
واقرأ أيضاً:
سلوك العمامة والنفس اللوّامة / الطُغْوانيّة / أمة كان.. زوبعة في فنجان / شيخٌ ورئيسٌ وكلامٌ