يوم الطبيب هو يوم يُحتفل به سنويًا اعترافًا بفضل الطبيب، وتكريمًا للمتميزين من الأطباء. ويختلف تاريخ اليوم من دولة إلى أخرى، ويرتبط في كل دولة بحدث محوري في تاريخ الطب في ذلك البلد. ويُحتفل بيوم الطبيب المصري في 18 مارس من كل عام، وذلك في ذكرى افتتاح أول مدرسة للطب في مصر والشرق الأوسط بأبي زعبل في 18 مارس 1827، ويجري في هذا اليوم تكريم المميزين من الأطباء من كافة محافظات مصر. ويأخذ الطب قيمته من أنه العلم الذي يحافظ على جسد الإنسان وعقله، وهما ذوا شأن عظيم، فهما اللذان تقوم عليهما التكاليف والمسؤولية والاعتقاد والعبادات، ونشاطات إعمار الحياة.
وقد جاءت الشرائع السماوية فكان من مقاصدها العظمى: الحفاظ على النفس والحفاظ على العقل. والنفس البشرية تقوم على ركنين أساسيين هما: الروح والبدن، فالروح علاجها: وحيُ السماء، والبدن علاجه: الغذاء والدواء. فعلوم الشريعة بما فيها من الهدى والنور هي دواء الأرواح، وأما الأبدان فدواؤها في علم الطب، ولهذا كان أفضل العلوم-بعد علوم الشريعة-: علم الطب البشري. قال الشافعي رحمه الله: "العلم علمان: علم الأديان وعلم الأبدان". وقال أيضاً: "لا أعلم علماً -بعد الحلال والحرام- أفضل من الطب".
ولهذا نجد الطبيب محترما ومكرما ومقدرا في سائر المجتمعات، ولذا ينبغي له أن يستشعر عِظم مكانته وعظم مسئوليته وعظم تشريفه بهذا العلم الذي يقدم به مصلحة عظيمة لإخوانه من البشر، فكم يفرج الله به من كربة، ويسكن به من ألم، ويطفئ به من وجع، حتى يعيد إلى الجسم نشاطه وإلى العقل سواءه.
فعلى الطبيب: أن يشكر الله على هذه النعمة وينوي بها التقرب إليه، ويحتسب عمله الطبي عبادة من العبادات. وعليه أن يكون أمينًا في عمله، فلا يغش مرضاه، أمينًا على أسرارهم الجسدية والنفسية والاجتماعية فلا يفشيها، وأن يكون حسن الأخلاق مع مرضاه، رفيقًا بهم، صابراً عليهم، ناصحاً أمينًا لهم، وأن يكون متقنًا لعمله وتخصصه حتى لا يخطئ في وصف حالة المريض، وفي وصف الدواء له، وأن يبقى على اطلاع مستمر على الأبحاث الطبية المتطورة، والأدوية الحديثة، فيكثر من القراءة والبحث في مجال تخصصه؛ لأن الطب في تطور دائم. وعليه كذلك أن لا يقحم نفسه فيما لا يعرف؛ فليس كل طبيب يداوي كل مرض، بل عليه أن يحترم تخصصه وما يحسنه فيه، ولا يتجاوز ذلك إلى تخصص غيره.
والطبيب يعتقد أن الشافي هو الله وأنه –أي الطبيب– مجرد سبب في الشفاء، وهذا يورثه الاستعانة بالله دائمًا؛ طلبًا للتوفيق، ويجعله كذلك متواضعًا غير متكبر على الناس بمهنته.
واقرأ أيضًا:
هلع الكورونا / كيف نواجه هلع الأوبئة ؟ / قلق المرض