لا يجوز التقليل من أهمية الوقاية من أي وباء والعمل الجاد على مواجهته والإيمان بالانتصار عليه وتجاوز محنته. ومن الضروري التذكير بأن مسيرة البشرية ترافقت مع الأوبئة منذ الأزل، وفي كل قرنِ تحصل موجات أوبئة لكنها تتمكن من إيقافها وتجاوزها.
وفي السابق ما كانت البشرية تمتلك المعلومات والمعارف والمهارات والأدوات والقدرات الفعالة لمواجهتها، فكانت تستعين بالإجراءات البدائية التي تراها ذات تأثير للحد من انتشار الوباء. وقصة البشرية مع الطاعون معروفة، ومع الإنفلونزا والجدري وغيرها من الأوبئة المتعددة الأخرى التي فعلت ما فعلت لكنها انهزمت وخمَدَت.
واليوم تتوفر المعلومات والقدرات العلمية والتقنية والعلاجية والوقائية المتطورة الكفيلة بالانتصار على أي وباء مهما كان شديداً وخطيراً، وهذا يعني أن القضاء على وباء الكورونا سيكون حتمياً، ولو سيحتاج لبعض الوقت لتطوير اللقاحات والعلاجات وتوفير الأجهزة اللازمة للحفاظ على الحياة.
وما يجري في العالم المُتقدم من إجراءات طوارئ لا تعني الهزيمة أو الانكسار، بل الاحتراز من تزايد عدد الإصابات التي قد ترهق المستشفيات وتُعجزها عن المواجهة المقتدرة، لأن الوباء مُباغت والاستعدادات تحتاج لوقت لكي تتوفر مستلزمات المواجهة الناجحة.
وعليه فإن الوقاية مهمة ومن ضرورات القضاء على الوباء، وتأتي بعدها الإجراءات العلاجية وما يتصل بها من التداخلات اللازمة للشفاء.
وبما أن البشرية اليوم لديها الإمكانات بأنواعها للتصدي للأوبئة والأمراض الخطيرة، فإنها ستهزم الوباء وستقضي عليه في الأشهر القادمات وستنطلق في مسيرتها الحضارية التي لا تنكسر أو تستكين، فالتحديات تزيدها إصراراً وقدرةً على الإبداع والابتكار الكفيل بالإتيان بما هو أفضل وأقدر.
ولهذا فإن النصر أكيدٌ، وبالاحتراز والجد والاجتهاد بتوفير متطلبات التصدي للوباء ستحقق البشرية فوزها وتستوعب درسها وترتقي في سلوكها.
فوباء كورونا تحدي إنساني كبير لابد أن نتعلم منه ما يصلح ذات بيننا ويرتقي بنا إلى آفاق القيم الإنسانية السامية الطيبة.
ولا تيأسوا من رحمة الله!!
واقرأ أيضاً:
الطاعون المجنون / الهلع العَوْلمي