الأجيال المعاصرة أدركت أن الأرض وعاء يحتضننا ويرعانا بعد أن عرفت طبيعته وما يتطلبه من رعاية وسلوك رحيم. هذا الوعاء المغلق يمكنه أن يقضي علينا عندما يتحول الهواء الذي نستنشقه إلى وسط مسموم أو تحتشد فيه الفيروسات والمايكروبات الفتاكة القادرة على قتل أعداد هائلة من البشر في بضعة أيام.
وتبدو أحوالنا اليوم كالأسماك التي تعيش في بركة تم وضع السم في مائها. فإلى أين المفر؟
إذا خرجت الأسماك من الماء ستموت وإذا بقيت فيه ستموت!!
والبشر اليوم إذا غادر محيطه الهوائي سيموت وإذا بقي فيه ربما سيموت!!
فكم سيموت؟!!
وكم سيبقى؟!
إنها أسئلة صعبة تتحكم بها معادلات البقاء الفاعلة في حياة المخلوقات الأرضية المقبوضة المصير.
وما تواجهه البشرية يبعث فيها اليقظة والإشراق والإنارة العقلية والنفسية والروحية ويحررها من نوازعها الفتّاكة التي تدفعها إلى تصارعات دامية. فمَن هو الأقوى عندما يتحول الهواء إلى وسط لا يساهم في إدامة الحياة؟ مَن هو الأقوى عندما تكون النهاية باستنشاق جرعة هواء واستضافت مايكروبات عدوانية تريد القتل وكأن الأرض قد استنجدت بها لتخلصها من عدوان الخلق الذي زعزع أمانها ويسعى إلى تدميرها.
فأُمُّنا الأرض ربما تنتقم، فهي كائن حي يريد البقاء والقوة والعلاء. أمّنا الأرض لا تريد أن تكون هباءً منثورا كما نريد لها أن تكون. فمَن سينتصر على مَن؟!!
واقرأ أيضاً:
الهلع العَوْلمي / الانتصار على كورونا / المرآة تأكُلنا