"ولا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة"
"..ولا تقتلوا أنفسكم"
".....لعلكم تعقلون"
"قِوام المرء بعقله"
الأسباب تتفاعل وتؤدي إلى نتائج، ولكل موجود سبب، والأخذ بالأسباب ووعيها وتدارسها من أهم منطلقات الحيطة والحذر من الشرور والسيئات والمُلمّات القاهرات، ولا يجوز إهمال الأسباب والمولِدات والاعتماد على الغيبيات ونفي العقل والتعقل.
ولكي نتوكل علينا أن نعقل، والحديث المشهور بقصته: "اعقلها وتوكل"
أي لا بد من الأخذ بأسباب بقائها وعدم خوارها، وبعد ذلك الاعتماد على خالقها رب العباد الذي نتوكل عليه.
فربنا يطالبنا باستعمال العقل أولاً واستنفاد طاقاته وقدراته والتوكل عليه بعد ذلك وليس قبله.
وفي زمن الأوبئة الفتّاكة التي تصيب البشرية بين آونة وأخرى علينا أن نلتزم بأسباب وموجبات الوقاية منها وفقاً لما تعلمناه وعرفناه عنها، فالبشرية اليوم تعرف سلوك عدوها الخفي وتحتاط منه بكل السبل الممكنة، مما يعني أن من الواجب الالتزام بها والتمسك بضوابطها لكي لا يصيبنا الوباء الذي يستهدف القضاء على أكبر عدد منا.
إن إغفال أسباب الوقاية والتهور والاستهبال والتوهم بالغيبيات وإتباع الأضاليل والفتاكة التي هي أشد خطورة من الفايروس سيدفع بالناس إلى التداعي في متاهات الهلاك بأعداد هائلة لا قبل للمؤسسات الصحية على مواجهتها وتقديم الخدمات اللازمة لها.
أي أن إغفال العوامل الوقائية والسلوكيات الصحيحة الصادة للفايروس والمانعة له من اختراق الأبدان والتوطن في الخلايا وتسخيرها لمزيد من العدوان سيصنع كارثة مروعة تُلمُّ بالبلاد والعباد، فيفنى من الناس أعداد هائلة.
إن القول بأن القوى الغيبية مهما كان نوعها يمكنها أن تحمينا إذا لم نستحضر أسباب حمايتنا لأنفسنا فيه سذاجة واستهانة بالعقل وما يمليه علينا ويدعونا إليه، واستسلام سلبي مدمر للتحديات التي تدعونا لإعمال العقل في مواجهتها.
فهل لنا أن نأخذ بالأسباب ونتوكل على ربنا؟!!
واقرأ أيضاً:
الوباء والبلاء / وجهة نظر في زمن الكورونا / شدّة كورونا ستزول / احمي نفسك منهم واحميهم