العلم والعمل كلمتان في العربية يختلفان بترتيب الأحرف، فهما يتكوننان من العين واللام والميم.
ع+ل+م= علم
ع+م+ل= عمل
وهما كلمتان متداخلتان لا قيمة لإحداهما بمعزل عن الكلمة الأخرى. فلا قيمة للعلم بلا عمل، ولا قيمة للعمل بلا علم.
فهل نعمل بما نعلم؟
السلوك البشري يشير إلى أنه يترجم حالة معرفية ما مهما كان نوعها وطبيعتها، فلكل سلوك ما يتصل به من العلم بشيئ ما، وهذا العلم المعبَّر عنه بالعمل قد يكون ما يكون، لكن السلوك الناجم عنه هو الذي يتفاعل مع الموجودات في المحيط الذي انطلق فيه.
فالعمل لا يمكن تجريده من العلم (أي علم) ولهذا فإن السلوك البشري يتوافق ومستويات العلم، فالبعض يعلم قليلاً ويكون سلوكه متفقاً مع ما يعلم، والبعض الآخر يعلم كثيراً ويرسم سلوكه بذلك، ووفقاً لدرجة العلم ومستوياته تتفاوت أحوال المجتمعات البشرية. فكيفما تعلم تكون وتتحقق.
وفي واقعنا الحضاري تم إقران العمل بكل ما يتصل بالمعارف والعلوم والمعتقدات، فالدين العمل، والعلم العمل، ولا مقياس أصدق من العمل، فالقول لا قيمة له ولا معنى إن لم يكن مقروناً بعمل يؤكده ويحقق مراميه. والقول بشيء عمل به، وعدم العمل بالقول المعلوم يعني أنه نكرة لا قيمة له ولا ملامح أو مواصفات سلوكية ذات قدرة على صناعة الحياة.
وما أصاب الأجيال في متواليات النكسات والانكسارات سببه اتساع الشرخ أو المسافة ما بين العلم والعمل، فصار العمل لا يتصل بفكرة أو رؤية أو قدرة على استحضار الإرادة وإدراك ملامح الأهداف.
وتكون المجتمعات وتتطور بإقران العلم بالعمل والإبداع في صناعة ما يؤكد الانسجام السلوكي بينهما.
فهل لنا أن نعلم ونعمل؟!!
واقرأ أيضاً:
الوباء بين الفحيح والتصحيح / الكورونا والوسوسة المأمونة / ادخلوا مساكنكم