امرأة من بلادي جاهدت لصناعة حياتها الأفضل، فكان لها ما أرادت وهي في عزتها وكبريائها وأنفتها الحضارية المنغرسة في دنياها والمؤسسة لوعيها الإنساني الوضاء تتمنى أن لا تكون الثقافة حبراً على ورق، فالثقافة قيم وأخلاق وسلوك، وعلينا أن نُعبّر عنها بما نقوم به ونفعله.
تأملت كلماتها النابعة من قلب نابض بالوعي الحقيقي لمعنى الصيرورة والارتقاء ومعنى التحدي والبقاء. فالثقافة الحقيقية عمل ومجاهدة يومية وانطلاق إنساني أخلاقي يبني أُسس رحيمة لتواصل أجيال واعدة بأفضل وأجمل.
نعم إنها الأخلاق المترجمة بالأفعال لا بالكلمات المكتوبة والأقوال المعطوبة المطبوخة على نيران الانفعالات، ولا بالخطب المأفونة المُؤجّجة للعواطف السيئة والانفعالات الغاشمة. لا، إنّها كما قالتها بكلمات بسيطة وثقة، تفاعل إنساني يساهم في إطلاق ما هو فاضل ورحيم وطيب من أعماق كل إنسان. وبذلك تحلو الحياة ويكون العيش رغيداً، بكم يا سيدتي
إن الأخلاق حزام ظهر الكينونة الأقوى وأساس العزة والكرامة والإباء، وكم سادت أمم بأخلاقها وسلوكياتها المؤثرة في انبثاق الطيب الجميل، وكم هانت أمم لفساد أخلاقها ولكثرة المتاجرين بأعز قيمها وأسمى معاني ما فيها من الرؤى والتفاعلات.
فالقوة الحقيقية أخلاقية، وعندما تستقيم الأخلاق يهرب السيء وينتفي الفساد وتتواشج المسيرة مع إيقاعات الكون المانحة لقدرات القوة والنماء. فهل لنا أن نتعلم من هذه السيدة الفاضلة جوهر الخلق ومنبع الأخلاق؟؟ لكي نكون ونعيش بأمن وأمان وسعادة إنسانية انطلاقية رفيعة تنهر كل فاسد وتمحق الفساد.
وإن الفساد لعلامة فارقة ساطعة على تردّي الأخلاق، فمن بلا أخلاق لا دولة ولا قوة ولا عزة ولا كرامة عنده، فهل عندنا أخلاق؟؟
1\1\2019
واقرأ أيضاً:
العلم والعمل / عندما تقتلني يداي!! / أعداء العربية يُبدعون بعدوانيتهم / اليدري يدري والمايدري!!