قبل عدة أعوام كنت في اليايان وزرت أحد أسواقها الشعبية المعروفة فأذهلني ما شاهدت من المخلوقات البحرية التي يتم بيعها وأكلها.
وبعدها ببضعة أعوام كنت في الصين وتجوّلت في أسواقها الشعبية وفي أكبر سوق من أسواقها، فراعني ما شاهدته من الحيوانات التي يأكلونها، وفي بكين هناك سوق مشهور تتعجب مما تراه فيه، فالذي يُعرض حيوانات لا يُصدق أنها تؤكل.
كالعقارب والحيات وأنواع الزواحف والقوارض والحشرات والعظايا وما لا يخطر على بال من المُقزّزات المقيئات المرعبات التي تشمئز منها النفس، لكنهم يأكلونها.
وراقبتهم بدهشة وهو يأكلون العقارب المشوية حية، والهلع يسري في عروقي.
وفي الحالتين حضرني طعام المسلمين، فهو طيب ونباتي في معظمه، ولا يأكلون إلا لحم بعض الحيوانات، ويأتي في مقدمتها الضأن والبقر والأطيار وغيرها من الحيوانات التي لا خبيث فيها، وهم لا يأكلون الخنزير.
ويبدو أن عادات الطعام الطيب قد جنبتهم العديد من الأمراض، وأهّلتهم للحياة الخالية من الأوبئة الفتاكة، فالطعام كالدواء يحمي البشر من الأوبئة والأمراض المتنوعة، واختيار الطعام له دوره في التربية النفسية والسلوكية.
وموضوع الطعام وأهميته ومعانيه وتأثيراته يكاد يكون مغفولاً في ثقافة المسلمين، وقد تبين مما أصاب البشرية أن طعام المسلمين هو الأصلح والأطهر والأقل ضرراً على الأبدان.
وما يأكله الصينيون ربما ناجم عن المجاعات الرهيبة التي كانت تصيبهم في السابق وتحصد منهم الملايين تلو الملايين، وآخرها المجاعة الكبرى التي وقعت في ستينيات القرن العشرين، لكنهم اليوم يستطيعون توفير الطعام وحتى تصديره للدنيا.
فمعظم الأوبئة الفتاكة أصلها فايروسات موجودة في حيوانات أخرى تنتقل للبشر عن طريق الأكل فتنال منه وتقضي عليه لأن جهاز مناعته لا يعرفها من قبل.
والكورونا أحد هذه الفايروسات المتوطنة في الحيوانات كالخفافيش والثعابين وغيرها، لكنهم يأكلونها ويصابون بها وينقلونها للآخرين، وبتواجدهم في جميع بقاع الأرض فإنهم يصيبون البشرية جمعاء، وهذا ما حصل في الوباء الجديد، وبسبب وسائط النقل السريع فإن الوباء قد خيم على كافة دول الأرض.
واليوم هناك دعوات جادة للحث على عدم أكل المخلوقات الأخرى، ومن الأفضل أن يقولوها صراحةً أن طعام المسلمين هو الطعام الأزكى والأطهر!!
وإن لم تتوقف البشرية عن أكل كل مخلوق فإن موجات الأوبئة ستتوافد إليها وتقضي على عدد كبير منها.
فلماذا لا نقرأ عن طعام المسلمين وضرورته للحياة الخالية من الأوبئة والأمراض؟!!
ولماذا لا توجد عندنا كتابات عن الطعام الطيب الخالي من الأخطار الفايروسية والجرثومية وغيرها؟!!
مع الاحترام لعادات الشعوب وثقافاتها وتقاليدها.؟!!
واقرأ أيضاً:
الرحمة والقوة الروحية!! / المرآة تأكُلنا / أضحى التنائي طبيباً قد يداوينا!!