ما يؤلم المُفكر النّابه الذي يسعى لضخ الطاقات الإيجابية في عروق الأمة ووعيها الجمعي هو ما يتردد في الكتابات المنشورة من أن الشاعر الفلاني منذ قرنٍ أو يزيد وصف أحوالنا،, بل إن الشعراء في العصر الأموي والعباسي رسموا صورتنا القاتمة، والذين ماتوا قبل عدة قرون وقرون تنبؤوا وتصوروا ما نحن عليه اليوم.
وتجد الكتابات تتراكم في الصحف والمواقع وهي تمضي على ذات السكة التي لا يمكن الخروج منها.
سكة مُعبّدة بالدونية والانكسار والانتكاس والإسقاط والتبرير والتحليل القاتل والتوصيفات السيئة التي تُعزز شعور البشر بفقدان قيمته ودوره، وتسفّه ما هو إيجابي وتنفي وجوده وتركز على السلبي.
ووفقاً لهذا المنظور المنكوب تنطلق مواكب الويلات والتداعيات في أرجاء أمة العرب لتحقيق التنبؤات العدوانية السيئة القاضية بموت أمةِ لا يُراد لها أن تمارس الحياة.
وبناءً على ما تقدم فإن الأقلام بأنواعها ودرجاتها تساهم بقتل الأمة وتفريغها من قدرات التقدم والرقاء، وتريدها أن تتمحّن في ورطة الهلاك والاندحار والخروج عن طريق الثقة بالنفس والقدرة على صناعة ما تريده من حاضر ومستقبل.
ويمكن القول بأن هذه الكتابات عدوانية كئيبة يائسة فاقدة لقدرات الوعي والإبصار ووضوح الرؤية ومعرفة مواضع الخطوات وأنها تحثُّ على البكاء والنُّواح واستلطاف الأحزان والمرارات والتداعيات الأليمة.
فهل يا ترى سنعيد النظر بما تسطره أقلامنا ونتعلم كيف نكتب بمداد الحياة وأقلام العزة والكرامة والإباء.
إن تكرار مونولوجات الخنوع وقوافل النواح واللّطم على الأجداث تُؤدي إلى ولادة أجيال فاقدة للإرادة مصادرة المصير.
فهل لنا أن نرعوي ونكون ونستوي؟!!
26\2\2020
واقرأ أيضاً:
كورونا بين الحَرْب والكَرْب!! / الكتابة بمداد الحياة / الأمة المؤرهبة