ربما أن أرقى مرحلة في حياة البشرية برغم ما رافقها من تداعيات وويلات هي التي بدأت بعد الحرب العالمية الثانية ويُخشى أن تنتهي بعد 2020!! فالحياة البشرية موحشة شرسة دموية غابية الطباع، ولأول مرة في التاريخ اتفقت الدول على تأسيس عصبة الأمم التي تطورت إلى منظمة الأمم المتحدة ومجلس أمنها للحفاظ على الأمن والسلام الأرضي.
قد يستغرب القارئ مما تقدم، لكن المطلعين على تاريخ البشرية يعرفون أن العقود السبعة الأخيرة من حياتنا فوق التراب هي الأرقى والأكثر إنسانية على مر العصور. إذ رافقتها اكتشافات واختراعات نقلت البشرية إلى آفاق الحياة المعاصرة التي لم يعش نسبة ضيلة منها أعظم الملوك والأباطرة من قبل.
نعم إن البشرية كانت تعيش في جنات الأرض ومروج الإنسانية وتبدو اليوم وكأنها على شفا سقر الذي ربما سيأخذها إلى جحيمات الوعيد. فسقر الأرض معناه أن يندلع ما تمتلكه من أسلحة دمار شامل وتنطلق من مكامنها الصواريخ الفجائعية والقنابل الإفنائية، وتحوم فوق خلق الله أبابيل الثبور والهلاك الحتمي المبين التي ستلقي بأحجارها النووية على البشرية فتحيلها إلى نيران ملتهبة ودخان يكنز رائحة الأبدان المشوية.
ويُخشى أن تكون البداية قد تأسست وتأكدت بصولة الكورونا التي زعزعت أركان الحياة في بقاع الأرض كافة وأصابتها بشلل مبيد. فالتوحش البشري سيكشر عن أنيابه وسينشب مخالبه في بدن الضعفاء الذين توهموا بأن الحياة نزهة في حدائق الأمن والأمان والرحمة والألفة.
فما هي المسافة الزمنية بين النار والماء، بين الرماد والدخان، بين الهشيم والحدائق الغناء، بين الإنسان والوحش الذي يزأر في دنياه؟
قد نرى ما قد نرى، لكن المسير نحو الهاوية يبدو أكثر تسارعاً مما نتصور وأن الأرض تريد التعبير عن إرادتها وطبخ مخلوقاتها في تنورها اللهاب، وعليها أن تكون سجيرها المستطاب.
فهل ما تقدم يعبّر عن لسان حال واقع مبيد؟!!
واقرأ أيضاً:
الحرب العالمية المزمنة!! / كورونا وأسباب المنايا!! / العدالة الصناعية!!