المسلمون منهمكون بقتل بعضهم البعض، فالقتل صار من الإيمان وفقاً لفتاوى المعادين للدين من الذين يباركون الإثم والعدوان والفعل المشين. تصلني صور ومقالات تتحدث عن النصر المبين للمسلمين على المسلمين، وتتفاخر بعدد القتلى وتعرض أشلاء المسلمين أمام المسلمين والعالم، وتنادي "انتصرنا"!!
ولكي يقتل المسلم المسلم يحتاج إلى مُعمّم مُبرمَج دجّال يدّعي أنه من العارفين بالدين، ومن حوله قطيع من الجاهلين يملي عليهم هذيناته وما ترغب به النفس الأمّارة بالسوء فيُنفّذون دعواه الإجرامية ويتوجّهون لقتل المسلمين الآخرين لأنهم حسب تصوراته الشريرة من الكافرين.
وعندما تسأله عن معنى الكفر يتلعثم ويقول أن الكافر هو الذي لا يتفق مع ما يرى، فهو صاحب الحقيقة المطلقة والإسلام الصحيح، والآخرون مرتدون خارجون عن الملة، وأنهم لمن الكافرين الذين يستوجب قتلهم لكي يتخلص منهم الدين. وهذه اللعبة الفائقة الربحية والممولة من قبل أعداء العرب والمسلمين تجري على قدم وساق وبتسارع شديد وبمسميات متلاحقة تنتجها مراكز تدمير العرب والمسلمين بالعرب والمسلمين، فالهدف يقضي على ذاته وموضوعه بإرادته المُسيَّرة لخدمة مصالح الطامعين.
فالمسلم يقتل المسلم ويصيح الله أكبر.
والمسلم ينتهك حقوق المسلم وينادي الله أكبر.
والمسلم يتباهى بأنه قتل مسلماً تمكّن من تكفيره وتسميته بما يسوّغ له قتله.
وفي هذه الدوّامة الدامية ضاع معنى المسلم ومواصفاته، وتميّعت معاني الإسلام، وما عاد له تعريف واحد، ولا دور للكتاب الذي على المسلمين اتباع ما فيه من القيم الرحيمة والمبادئ الإنسانية العظيمة؟ فالمسلمون لا يقرؤون القرآن، وإن قرؤوه لا يفهمون، ويمعنون بقراءة كتب صارت ذات قدسية أكبر من القرآن، وأصحابها بلغوا مصاف الآلهة فهم الدين القويم والحجة الكبرى والنور الساطع في قلوب المؤمنين.
فأين الله والقرآن والنبي؟
إياك أن تتساءل لأنك ستصبح من الكافرين، وسيفتي ألف مُعمّم ومُعمّم بسفك دمك فأنتَ زنديق وملعون!!
فبأي دين ندين؟!!
واقرأ أيضاً:
العقل بين التحريك والتبريك!! / العقل الفاعل والعاطل!! / قتلُ الأعلام من الإظلام!!