الغِل: الحقد الدفين، الكراهية والضغينة الكامنة.
الغِل نار تسري في أعماق المخلوقات بأنواعها، ويتجسد بقوة ووضوح في بعض البشر الذي يُسيّره الحقد ويقض مضاجعه التفاعل المشحون بالكراهية والعدوانية الماحقة. وهذه النار تأكل ما يجيش في الأعماق ويتوارد إلى خيال البشر، وتصطبغ بها أفكاره وتصوراته وما ينضح منه ويبدو عليه.
والغِلوائيون هم الذين يُدمّرون الحياة ويسفكون دم وجودنا الجميل فيقتحمونها بما عندهم من مؤجّجات الشرور وباعثات البغضاء والنفور. وكم من غِلوائي عبث بمصير الناس وأخذهم إلى جحيمات الذل والهوان والخسران، وهم صاغرين!!
ومن عجائب السلوك البشري أن الناس تنساق بسرعة واندفاعية وراء الرايات الغِلوائية، وتمعن بالتعبير عن مناهجها وغاياتها، ولا تأبه أن تخوض غمار الويلات من أجلها فتفنى وكأنها تؤدي رسالة ذات قيمة ومعنى.
وفي التاريخ العديد من الحركات والأحزاب والأيديولوجيات الغِلوائية التي مضى على صراطها البشر وارتكب الحماقات والمجازر الفظيعة وشن الحروب المروعة، ولا يزال يدور في أفلاك الغِلوائيين متى ظهروا وأنّى أفصحوا عمّا يرغبون من السوء المبين.
ويمكن الإتيان بأمثلة متعددة معاصرة وسابقة، وفي جميع القرون والعقود ولا يكاد يخلو منها جيل من الأجيال، ومن الصعب تفسير تواصلها وتوالدها وتطوره, وقدراتها للتعبير عن تلك النزعة العدوانية المُدجّجة بالأحقاد والكراهيات والنزوع للقتل وسفك الدماء وتوصيف البشر بما يسوّغ محقه مهما كان جنسه ودينه.
ويبدو أن الغلوائية ظاهرة مرافقة للوجود البشري منذ الأزل وستبقى معه أبداً، وعلى المجتمعات التي ترى أنها متحضرة أن تبتكر الآليات اللازمة لاحتوائها والتعاطي معها بما يحمي المجتمعات من أضرارها وآثارها، وألّا يُسمح لها بالتمدد والانتشار، والبشرية تعيش عصراً تواصلياً غير مسبوق.
فهل يمكننا أن نحجر على الغِلوائية ونصيبها بضعف قدرات الخروج والنفوذ ونشر عَدْواها وتحوّلها إلى وباء أسود؟
واقرأ أيضاً:
المسلم يقتل المسلم ولو كَرِهَ المسلمون!! / دموع القبلات!! / الرمز وما يرمز إليه!!