من الملاحظات الغريبة المتكررة في واقعنا الاجتماعي والثقافي أن العربي إذا قال أنا عربي أو اعتزّ بعروبته وهويته انهالت عليه التوصيفات السلبية وحسبوه كما تشتهي أنفسهم. وكأن القول بالعروبة يتسبب بإثارة زوبعة من التقديحات.
والأمر مُحيّر، فالهندي يعتز بهنديته، والتركي بتركيته، والإيراني بإيرانيته، والفرنسي بفرنسيته، والإنكليزي بإنكليزيته، والصيني بصينيته وهكذا شعوب الدنيا وأممها.
فهي تعزّ انتماءها الوطني والقومي، وما سمعنا أو قرأنا عمّن يتهم الإنكليزي أو غيره لأنه يتباهى بهويته وقوميته.
لكن الأمر يختلف عندما يتعلق الأمر بالعروبة والعرب!! إذ ستنهض بوجهك أقلام تكتب بالعربية وتكره كل ما هو عربي فتحط من قدره ودوره وتلغي هويته وقيمته.
وهناك بعض العرب الذين أصابتهم هذه الفرية العدوانية بمقتل، فيُهبُّون بوجهك مسعورين ما إن تحدثت عن العروبة.
فلماذا هذا العدوان على العرب؟
لماذا يعادي العربي عروبته ويخجل منها؟
لماذا وصلنا إلى هذا الواقع المهين المشين؟
على العرب أن يتعلموا ويقروا بأنهم عرب وهويتهم عربية وقوميتهم عربية وعزتهم وكرامتهم في عروبتهم. هذا هو السلوك الإنساني الحضاري السليم. أما نكران العروبة وتجاهل الهوية والانتماء للأصالة العربية يُعّدُّ جريمة كبيرة بحق الذات والموضوع.
فعلينا أيها العرب أن نرفع رايات عروبتنا ونتمسك بها ونعلي مقامها ونتباهى بها.
فالعروبة ذاتنا الكبرى وقوتنا العظمى، وعندما نهملها ونتخلى عنها ونعاديها نتهاوى إلى أسفل سافلين!!
واقرأ أيضاً:
الغِلوائية!! / هل الأمة مصابة بوعيها؟ / عيد كورونا!!