التوجهات للنيل من العرب ودورهم الحضاري الإنساني تمضي على قدمٍ وساق منذ بداية القرن العشرين، وقد تولّى المهمة عدد من المستشرقين وانضمت إليهم بعض الأقلام التي تبرمَجت لتكون خناجرَ في خواصر الوجود العربي.
ويبدو اليوم هناك دفع بهذا الاتجاه القاضي بنفي دور العرب وإنكار فضلهم وبأنهم أقوام ورائية لا يجوز لهم التقدم على الشعوب والأمم، وأن يتيقنوا بأنهم دون غيرهم.
وهذه الهجمة تصدّى لها في ذروتها في عصور سابقة (أبو بحر الجاحظ) العربي البصري، فامتشق قلمه وشحذ عقله وواجهها بعنفوان الإبداع وقوة الحجة والقدرة على الإتيان بما يؤكد التفوق العربي وضرورته للحياة الحضارية الإنسانية السامية.
فالعرب أمة ثقافة ومعارف وأخلاق وقيم ومبادئ وقدرات فكرية وعلمية أصيلة، ولن يتمكن المعادون القول بغير ذلك.
والمشكلة أن بعض الأقلام المُموَّلة المغفلة المستعملة لتمرير الغايات المغرضة تركب موجة التقليل من فضل العرب ودورهم الحضاري والثقافي مما يجعل الأجيال المعاصرة في تشوش وتيهان، والتعرض للإصابة بالدونية وقلة القيمة وفقدان الأمل والقدرة على صناعة الحياة والاستثمار بالطاقات للتواكب والانطلاق.
فالعرب أمة تقدّمت على غيرها من الأمم، وكانت حاضنة لعقول الدنيا وجهابذتها لقرون فمكنتهم من الكتابة بالعربية والتفكير والإبداع في شتى المجالات، فهم عرب بالتبني والانتماء الحضاري مهما توهَّم المُغرِضون الذين يريدون تجريد أعلام الأمة من عروبتهم ولسانهم العربي المبين.
فالعرب يمثلهم القرآن والنبي والصحابة والأئمة وأنوار مسيرتهم الكبرى التي تواصلت لقرون وقرون، فجميعهم عرب تكلموا العربية وكتبوا بها ورفعوا لواءها وأسسوا لقامتها الحضارية المديدة الخالدة.
فعلينا أن نستوعب معنى العرب والعربية والعروبة، ومن واجبنا أن نذود عن حماها المشرقة الساطعة، وننأى عن الكتابات المنتقصة من جوهر أمة ودين.
فالعرب أمة متقدمة متنوّرة وليخسأ أعداؤهم البائسون.
واقرأ أيضاً:
العرب عرب!! / التحليل والتفسير لا ينفعان!! / يصنعون ما فينا!!