الكتابة التفاؤلية ملعونة ولا يمكن تصديقها أو استيعابها، فالمطلوب كتابات رثائية بكائية تندب أحوال الأمة، ولا يجوز للكاتب ان يأتي بعبارة تمنح تفاؤلاً وتسقي أملاً.
تلك طبيعة ما يسود في المواقع والصحف ومحطات الإعلام بأنواعها وحتى المسلسلات التلفازية والأفلام وكذلك الأشعار التي يتفنن أصحابها بجلد الذات بقسوة وتوحش فظيع.
الكتابات التفاؤلية ممنوعة، والبكائية مسموعة، فدع قلمك يبكي وينوح ويؤكد أن الأمة مفجوعة!!
الكتابات التفؤلية لا تُقرأ وتعيش على الصفحات منبوذة، ويبدو كتابها بأنهم لا يعيشون الواقع ويترنمون بأحلام اليقظة، وأكثرهم يوصفون بأنهم يهذربون.
الكتابات التفاؤلية لا يجوز تسويقها لأنها تريد تحريك نسغ الحياة في الأمة التي عليها أن تسلتطف موتها واندساسها في غياهب الوجيع.
الكتابات التفاؤلية مرضٌ وطاعونٌ، وعلينا أن نتوقى منها وننهرها ونضحك على أصحابها الذين يثردون حول صحون وجود أمة في حفر الانقراض والوعيد.
الكتابات التفاؤلية ذات طبيعة عدوانية لأنها تزعزع مرتكزات الطامعين بالأمة، وتؤهل الأجيال للشعور بقيمتهم ودورهم وقدرتهم على صناعة الحياة والاعتماد على أنفسهم.
الكتابات التفاؤلية يُراد لها أن تغيب وتنتهي، فالسائد دامع حزين وفيه من معطيات الأسى والقنوط ما يساهم في تحنيط أمة ومصادرة طموحها وسحق مصيرها.
الكتابات التفاؤلية عدوانٌ على كاتبها لأنها تصنع له أعداءً وترفده بما يعكر صفو حياته، بل قد ترمي به في متاهات التهديد والوعيد، فإياك إياك أن توقظ نائماً وتنير عقلاً، فهذا عدوان على مصالح الآخرين.
الكتابات التفاؤلية هي ما تحتاجه أمة العرب، وإن لم تمتشق أقلامها وتتحدى بجرأة وإقدام وصبر ومطاولة وإصرار على أن الأمة يجب أن تنهض، فإن الآخرين سيفترسونها بهدوء على موائد الأطماع الكبرى والمصالح العدوانية السافرة.
فهل لنا أن نؤمن بالتفاؤل ونتعلم كيف نكون؟!!
واقرأ أيضاً:
البوعزيزية ظاهرة عولمية!! / العرب وقيمة الإنسان!! / الشعوب الأقوى!!