اجتماعات مجلس الأمن الدولي في معظمها _وعلى مرّ عقود_ مخصصة لبحث القضايا العربية، ولو راجعنا جداول اجتماعاته لتبين وكأنه تأسس للنظر في أمور ومشاكل دول العرب التي ما أوجد لها حلاً، بل مع كل اجتماع تزداد المشاكل تعضيلاً وتصبح مستحيلة الحل، ويبدو أنه في نشاط دائب للاستثمار في مشاكل دول أمة العرب.
فهل وجدتم مشكلة تم تداولها في أروقته ووجدت لها حلاً؟!
تأملوا قضية فلسطين التي حظيت بنسبة كبيرة من اجتماعاته وقرارته، وانظروا إلى أين وصلت، وقيسوا على ذلك القضايا الأخرى المتنوعة. وكأنه مخصص للاستثمار بالمشاكل وجني الأموال من ورائها، وإدامة مشاريعه وأعمال لجانه ومؤتمراته واجتماعاته التي تدين وتستنكر وحسب.
والعرب يتهافتون عليه للتدخل في شؤونهم ووضعها على طاولة الدول الأخرى التي عليها أن تجد مراميها فيها لأنها تفكر بمصالحها وما يمكنها أن تكسبه من مشاكل الدول العاجزة عن حل مشاكلها.
والعجيب في أمر العرب أنهم لا يتعلمون، ولا يستطيعون من خلال مؤتمرات قممهم وجامعتهم أن يجدوا حلاً لأصغر المشاكل وأبسطها، وإنما يدورون في دوامة ترحيل مشاكلهم إلى الآخر الذي يطوّرها ويعقدها ويدفع بها إلى التعضل والإزمان.
وعليه فالمطلوب من العرب أن يعيدوا النظر بسلوكهم الاعتمادي على الآخرين، ويتمكنوا من صياغة المناهج السلوكية المعاصرة اللازمة للتصدي لمشاكلهم بدلاً من التعبير العاجز عن المواجهة والتوسل بمجلس الأمن الذي لا يمكنه أن يقدم أكثر من الإدانة والاستنكار، ولا يمتلك آلية عملية لتنفيذ قراراته.
فهل من قدرة عربية لحل مشاكل العرب يا عرب؟!!
واقرأ أيضاً:
العرب وقيمة الإنسان!! / الشعوب الأقوى!! / التفاؤل الخجول!!