صَحى قَلبٌ وروحٌ في شَظاها
مُؤجّجةٌ تُعالجُ مُنتهاها
تُناجي كُنْهَ مَخْلوقٍ فأفْضى
بكائِنَةٍ تَطامَتْ في خَباها
وما حَسَرَتْ بها رأساً ورأياً
وإنْ بلغتْ رزاياها مَداها
فمَنْ ذكرَ الخَطايا دونَ فِعْلٍ
توَرّطَ حائِراً يَرْعى أذاها
فلا رَحِمَتْ ولا خَشِيَتْ إلهاً
قلوبُ الناسِ غلّظها هَواها
عَوالمُ كلّها في كلّ بَعْضٍ
يُزَعْزِعُها ويَجْمَعُها ضَراها
وفيْضُ الروح أجّاجُ ابْتهالٍ
يُؤنّبُ خافِقاً حينَ اشْتكاها
وإنّ الحَمْدَ مَرْهونٌ بذِكْرٍ
لذيذِ ثنائِهِ الأعْلى تَناهى
يَطيبُ الحَمْدُ ما وَهَبَتْ حَميْداً
ومَنْ كندَ النَعيمَ فما جَناها
تباركَ سَرْمَدُ التَحْميدِ فينا
كأنّ الروحَ قد لمَحَتْ أخاها
لذاتِكَ في عُروشٍ سامياتٍ
مُناجاةٌ يؤبّدُها صَداها
فهلْ أسْرى بِنا وَصْلٌ بكَوْنٍ
وإقْرانٌ يُعلّمُنا حَجاها؟
جَلالُ الذكرِ تَعْظيمٌ لذاتٍ
نُحَمّدُها فتَمْنَحُنا شَذاها
لطائفُ رَحْمَةٍ بَزَغَتْ بروحٍ
أزالتْ عَنْ مَرابِعنا شَراها
ونُعْماكَ التي غَدَقَتْ وفاضَتْ
أنجْحَدُها وننْسى مُحْتَواها؟
بحَمْدِكَ سوْفَ نرقى فوقَ أعْلى
فتُلْهِمُنا الغيوبُ بما عَلاها
إلهي أنتَ رحمانٌ رَحيمٌ
بنا وَبِئَتْ فعاودْ مَبْتلاها
تُسَتِّرُ عَثرةً والعَيْبُ فينا
وحينَ أقلْتَها بَرَزَتْ سِواها
بَنو زَمَنٍ بأزْمانٍ سُكارى
تزاحِمُهُمْ على سَقرٍ قِواها
وفيْ سَنَةٍ إذا جَدُبَتْ وجاسَتْ
وحوشُ الشرِّ يُطلِقها ضَناها
تنغَّرَتِ الكراسيُ مِنْ ثَراها
فأشْقَتْ شَعْبَها ونَفَتْ أباها
فهلْ برزت لنا مِنْ رَحْمِ فُقْرٍ
وهلْ جَشَعَتْ وما ضَجِرَتْ أراها؟
وهلْ نُسِخَتْ بها الأوجاعُ طراً
وهلْ صارَ الوباءُ بها دَواها؟
فحَوْلُ الروح مَرهونٌ بحَوْلٍ
يُعاضِدُها فما ألقتْ عَصاها؟!
وما ضَعُفتْ إذا دَهَمَتْ وكادَتْ
لأنَّ اللهَ في مَدَدٍ رَعاها
إلهي لستُ مَحْزوناً ولكنْ
تفاقمَ شرّها حتى اصْطلاها
بها بَشرٌ إلى الأمْواتِ يَسْعى
وحيلةُ طِبِّها أعْيتْ نُهاها
مَصيرُ الخلقِ أوْهى مِنْ سَرابٍ
يُخادِعُنا فيأكلنا ثَواها!!
ومَنْ وردَ الحياةَ على هَشيمٍ
تَهَشّم خائراً حتى ازْدَراها!!
22\4\2020
د-صادق السامرائي
واقرأ أيضاً:
ميادين الضياع!! / ثنايا الروح / المصير / يا دُنيا!! / قيامة كورونا!!