ظاهرة معاصرة مرعبة لا تجدها في أمم الدنيا الأخرى وشعوبها, فلا يوجد بشر منكوب بهويته مثل العربي الذي يسعى لنزع جلده ولوي لسانه وتلويث جوهره وطمر أصله. لماذا العدوان على الذات؟ لماذا الانسلاخ من العروبة؟
العروبة جوهر وجودنا وعنوان عزتنا وبيرق كرامتنا وطوق نجاتنا ومهماز اقتدارنا وروح اعتصامنا بحبل الله المتين.
فالعروبة حضارة وقرآن ونبي يتكلم بلسان الضاد المبين.
العروبة تاريخ ثقافي وطاقة إبداعية وأنوار معرفية تضئ أرجاء الأعماق البشرية.
العروبة كوننا وروحنا ومعنى وجودنا. فلماذا الهرب من عروبتنا؟ لماذا الانكسار واستلطاف النكبات والهوان؟
إن الذين يُعادون العروبة ويسعون لتفريغها من جوهرها وإخراجها من أفئدة أهلها يعرفون بأيّ حجر يضربون, ويدركون الهدف الذي نحوه يُصوِّبون.
ومن الواضح أن المجتمع العربي أصابته الويلات وتكالبت عليه التداعيات بعد أن تهلّلت العروبة وصار الذين يُعزّونها ويصونونها يغردون خارج السرب, ويُحسَبون من المتعصبين والعنصريين الشوفونيين, وتلقى عليهم أوصاف الكراهية للنيل من الوجود العربي أينما كان.
فعلينا أن نعود إلى عروبتنا ونحترمها ونتغنى بها ونحقق رسالتها الحضارية ونعلي قيمتها النبيلة السامية, ونكون بها أمة ذات راية واحدة وهدف إنساني ساطع أمين.
تحية لأمة الضاد وللعروبة المدوية في الآفاق, ولصوتها الذي ترتله الحناجر وتسجع به القلوب.
فالعروبة حضارة وتاريخ وإسلام وأمة ذات ضادٍ منير.
واقرأ أيضاً:
الماضي المُستعمِر لوجودنا \ ثورات العرب عدوان على العرب \ كورونا والهياج الهستيري