كيف يتحقق التآلف بين الحكومة والشعب في مجتمعاتنا! فالعلة الحقيقية القائمة منذ تأسيس الدول العربية هو العمل الجاد على زيادة المسافة بين الحكومة والشعب، وتحويل العلاقة إلى تفاعلات عدوانية سلبية ذات مردودات خسرانية على مسيرة الأجيال.
والسؤال الذي علينا أن نجتهد في الإجابة عليه هو "كيف نحقق التآلف الشعبي الحكومي لنخرج من عنق زجاجة الإتلاف الذاتي والموضوع؟".
لا نريد بحثا في "لماذا؟" ومعطياتها التسويغية التبريرية الترقيدية، نريد إرادة "كيف؟" التي عليها أن تفعل وتنطلق نحو الهدف المطلوب.
هذا الموضوع يتطلب جهداً متبادلاً من الطرفين، فالحكومة تدور في دائرة مفرغة من الشك والظن بالسوء والخوف من الشعب، والشعب يدور بدائرة مفرغة من الكراهية والعدوانية والشعور بالقهر والظلم من قبل الحكومة، والعلاقة تصارعية إنهاكية إتلافية مريرة ومتطورة نحو الأسوأ.
فهل لهذه الدوائر أن تتوقف وتتداخل بدلاً من التخندق العقيم في متاهات الرؤى والتصورات الناجمة من التمترس العاطفي السلبي القابض على الأذهان والبصائر.
على الطرفين التمسك بهدف وطني واضح وبمعايير أخلاقية دستورية ضابطة للسلوك السياسي بأنواعه، وبموجب الثوابت الراسخة المقدسة وطنياً وسلوكياً يتوجب التفاعل والتحاور لإرساء دعائم الاستقرار والتعامل الحضاري المعاصر مع السلطة، وتوزيع القوة لصيانة الوطن وحقوق المواطنين فيه.
فالصراع السلبي بين الحكومة والشعب يلغي القواسم والمصالح المشتركة بين المواطنين، ويحيل الوجود إلى غاب متأجج بالمرير والوخيم.
فهل لنا أن نستعيد ذاتنا الوطنية وقيمة المواطنة وحقوق الإنسان لنكون؟!!
واقرأ أيضاً:
الأنظمة الجَهْمَويّة \ الشباب الواعد والأمل الوافد \ التآلف الوطني