المنطقة رقعة شطرنجية وميادين تصارعات ومنازلات لا تنفع أهلها، ولا يوجد فيها نظام حكم غير ملعوب به أو طرفا في اللعبة والنزال.
فذلك حالها وأحوالها منذ نهاية الحرب العالمية الأولى وتزال، فمسرحياتها متواصلة، والمخرجون يتبدلون، والثيمات تتغير، لكن الهدف هو الضحك على الجمهور وتخديره بالتفاعلات الخسرانية، ومصادرة وجوده وما يمت بصلة إليه جيلاً بعد جيل.
فالجمهور يصفق ويضحك ويبكي ويعاني الحرمان، ويؤمن أنه ليس بإنسان، وأن عليه أن يتبع ويقبع ويسبح باسم الكرسي، ويتعبد في محراب القوة والامتهان.
المنطقة يموت فيها الأبطال ويهانون، ويعذب المثقفون والمفكرون، ويُطرد منها العلماء والمنورون، وتبقى سوحاً متصحرة تعربد فيها زوابع الضلال وتعصف أعاصير البهتان.
ونورها عليه أن يكون ناراً، ونعمتها نقمة، ومسيرتها عثرات وانكسارات، وخطاباتها ويلات، وأقلامها ترشف من دواة الياس والتشاؤم والخسران.
فالدين القويم أصبح سقيماً، ورموزها الأخلاقية تتوجت بالفساد والإفساد، وأصبحت أيامها مشحونة بالدموع والدماء والأحزان.
وما تقدم وأكثر من مقتضيات الألاعيب وتفاعلات الغرائب والأعاجيب ومنطلقات السوء الخصيب في أمةٍ تؤهل لمحق ذاتها وموضوعها والتعري على مسارح التغني بالشديد.
وبعد أن دارت العقود، وبرك على صدرها قرن عنيد، بدأ المهيمنون يفكرون بتغير قواعد اللعبة واللاعبين والاقتراب منها بأسلوب جديد يجعلها ذات وجع سعيد.
ويبدو أن الاستعدادات لمنازلات قادمة قد اكتملت، وتجهز اللاعبون، وفرشت الرقعة الشطرنجية على رؤوس الأبرياء الذين عليهم أن يتصملوا في أماكنهم ويتعاونوا مع اللاعبين لإكمال الأشواط المطلوبة وبنتائج محسوبة.
فاللاعب يلعب، والملعوب به يلعب، والجماهير تلعب على بعضها، وكلُّ بها يجري إلى مربعات الخسران منتظراً صيحة "كش ملك"!!
فإلى متى العمه في الغفلات يدوم؟!!
واقرأ أيضاً:
العرب أعداء العرب / الشخصنة / أمة لماذا!!