التآمر: محاولة الإيقاع بحالة ما وإهلاكها
مَن يتآمر على مَن؟
مَن يسعى لٌلإيقاع بمَن؟
مَن يريد إهلاكَ مَن؟
التآمر سلوك معروف بين الأمم منذ الأزل ولا جديد فيه، ولا مؤامرة يتحقق لها النجاح دون تآمر أبناء الهدف وتفاعلهم مع المتآمر على الهدف، وفي معظم الأحوال يكون الهدف هو الوطن أو نظام الحكم فيه فيتم إغواء المؤهلين للخيانة وتجنيدهم لكي يصبحوا من ألد أعداء بلدهم ونظام الحكم فيه، ويتم تزويدهم بما يساهم في إعدادهم للصولة على الهدف، وهم بحد ذاتهم المُستهدفون لأنهم سيتم رميهم في نفايات الأيام بعد تأديتهم للمهمة الدنيئة التي أقدموا عليها.
وفي واقعنا المزدحم بالتآمرات الداخلية والمتوجة بالتبعيات والتمويلات الخارجية نتَّهِم الآخرين بالتآمر علينا، ونتجاهل الحمق الفاعل فينا ومقدار الاندفاع التآمري المؤجج الذي نتآكل في ميادينه الطافحة بالنيران وبالذين يسكبون البنزين على جمرات وجودنا الموجوع بنا.
فنحن المتآمرون الأشداء على كل ما يمت بصلة إلينا، ونتَّهِم الآخرين الذين يتناولون ولائمهم الهنيئة على موائد "سعيدٌ مَن اكتفى بغيره" ونحن السادرون في غينا، العابثون بمصيرنا، والداعون إلى محق بعضنا، والمهللون للتبعية والمذلة والهوان والخنوع وفقاً لآليات التضليل والترويع، والمتاجرة بالدين والقيم، وتبرير فقه الغنيمة والفساد والإفساد، والعمل بالمنكر والنهي عن المعروف.
ولن تجد فينا مَن يتآمر من أجل مصالح الوطن والمواطنين، فالتآمر مذهبه مصالح الآخرين الذين يستعبدون المتآمرين ويضخونهم بالمال والسلاح والامتيازات التي تحيلهم إلى وحوش كاسرة ضد أبناء وطنهم وأنفسهم ودينهم وقيمهم، وتخرجهم عن كل صراطٍ قويمٍ.
فقل: "أنا المتآمر على نفسي وأبناء بلدي وعلى بلدي" ولا تقل "هم المتآمرون" فذلك حقهم، فمصالحهم دينهم وربهم، وأنت أعمى تدين بمصالحهم وتحسب أن ذلك هو الدين!!
فاصمت أيها المتآمر اللعين!!
7\11\2020
واقرأ أيضاً:
القِطْزيّة \ الطاقة الذاتية \ عندما تتنافر الأجيال