المشاكل والأحداث ناجمة عن مفردات وعناصر تتوفر لها الظروف المواتية لتفعيلها والعوامل المساعدة المؤججة لها، فتتأين وتتسبب بنتائج متوافقة مع طبيعتها.
ولكي نواجهها لا بد من تعطيل العوامل المساعدة والمؤججة، وتخميل العناصر الداخلة في التفاعل، أو إخراجها وفقاً لمقتضيات تحجيمها وإصماتها، وعندها ستؤول النتائج والأحداث إلى غير ما تريد، بل وتكون وفقاً لما نريد إذا خبرنا مهارات تعطيلها.
أما البحث في غير ذلك فهو الهروب من المواجهة الحقيقية للتحدي، ومحاولة لخداع النفس بالمعرفة، وتضليل الواقع، وتسويغ ما يقاسيه.
فالنبَّاشُون في التراب يعزفون على أوتار العواطف والانفعالات، وما قدموا حلاً لأية مشكلة عانت منها الأمة، بل يُرَحِّلُونها للأجيال حتى صارت تُرحَّل إلى أمم أخرى لتحلها لنا وفقاً لمقتضيات مصالحها واجتهاداتها في استثمار مشاكلنا لصالحها.
فالمفكرون والفلاسفة أغفلوا العديد من العوامل الفاعلة في صناعة الوجيع المقيم فينا، وانهمكوا بمطاردة سراب التحليلات والتفسيرات الخيالية المنقطعة عن الواقع، وأوجدوا تخريجات وهمية أقنعوا بها أنفسهم وضللوا الأجيال من حولهم.
وقد أنهكوا الأمة بما توصلوا إليه من مشاريع فنتازية وطروحات محلقة في فضاءات اللاجدوى والعبث المقيت، وبفعل اقتراباتهم المجافية لِعِلَلِها وجروحها ودماملها، حتى انتهينا إلى واقع مضرج بالانكسارات والنكسات ومؤهلات الخسران والهوان.
وتبقى الأمة متوثبة مترقبة وواعدة لأنها أمة حية، وإن نامت أو خمدت لقرون فإنها ستلد ذاتها الأصيلة من جوهر أجيالها التي ستمثلها ذات يوم مجيد.
وإنها لأمة حضارة، وإنسانها يختزن ما هو أثيل وجديد؟!!
6\11\2020
واقرأ أيضاً:
المتآمرون على أنفسهم!! / عندما لا تستحي الأقلام!! / الطراطير المعممة