انزعجَ: تضايق وقلق، الانزعاج: التضايق والقلق.
لو سألتَ المواطن في مجتمعاتنا لأبدى قلقه وانزعاجه من كل شيء في البلاد، فهو منزعج من نفسه وظروفه الحافة به، فالعيش ليس سهلاً، وتوفير الحاجات الأساسية صعب وقاهر، فالحكومات تحكم بالحرمان من الحاجات لكي ترهن المواطنين وتعذبهم، وتستثمر في مصادرة حقوقهم الإنسانية الأساسية، وبذلك تحقق نهب ثرواتهم ومحق دورهم الحضاري ووجودهم.
وهذا ديدن مناهح الحكم في مجتمعاتنا الفاقدة للسيادة وحرية تقرير المصير، والتابعة لقوى إقليمية وعالمية تمتهنها وتعزز بها مصالحها وترسم مشاريعها وتنجز أهدافها.
والانزعاج طاقة سلبية لها تداعياتها وتأثيراتها السلوكية القاهرة لقدرات التقدم والتفاعل الإيجابي بين أبناء المجتمع الواحد وبين المجتمع وحكوماته المزعجة التي تزرع في نفوس المواطنين أسباب العدوان عليها ومعاداتها والعمل على تدميرها.
وبهذا فالعلاقة تآكلية استنزافية تهدر الطاقات والقدرات الوطنية، وتؤهل الواقع ليكون سوحاً لصراعات ونزالات ذوي المطامع والغايات السيئة.
وكلما تنامت المشاعر الانزعاجية تعاظمت الخسائر، وتدهورت أحوال البلاد والعباد، ودخل المجتمع في متاهات الوجيع الشديد.
ولا بد للحكومات من فهم هذه المشاعر وتهذيبها بالعمل المسؤول الذي يمنح المواطن شعوراً بالأمان، وأن ترعى مصالحه وتهتم بمستقبله، ويأتي في مقدمتها تسهيل حصوله على الحاجات الأساسية وتأمين حقوقه الإنسانية واحترام قيمته.
فهل من قدرة على وعي قيمة الإنسان؟!!
د-صادق السامرائي
12\11\2020
واقرأ أيضاً:
الفرقة فجوة / أنتَ على قدر كلامك / لعبة التحشيد