توجهات جديدة في الت.م.ا التنوع والتباين (7)
6) إشارات الاسترجاع Retrieval Cues:
وفقًا لنموذج الت.م.ا القائم على الانطفاء (Bouton, 2004) ونظرية التعلم المثبط تتضمن اضطرابات القلق (Craske et al., 2008) ارتباطًا بين المحفزات المخيفة والعواقب أو التهديدات المكروهة، ويؤدي التعرض الناجح إلى تطوير ارتباطات أمان ثانوية من خلال إقران محفزات الخوف مع عدم وجود نتائج مكروهة، بحيث تتنافس هذه الارتباطات الجديدة مع ارتباطات التهديد الموجودة مسبقًا بدلاً من استبدالها بالكامل، ويعتمد نجاح التعرض على كل من تطوير ارتباطات الأمان (أي التعلم المثبط)، والتثبيط المستمر لارتباطات التهديد القديمة من قبل ارتباطات الأمان الجديدة. وتحدث عودة الخوف (أي الانتكاس) بعد نجاح التعرض إذا أصبحت ارتباطات التهديد أكثر بروزًا من ارتباطات الأمان للمحفز المطفأ.
تقوية ذاكرة الأمان :
إحدى الطرق لتقوية ذاكرة الأمان هي التنوع والتباين في سياق الانطفاء، وقد عرضناها في المقال السابق، والطريقة الثانية هي استخدام إشارات الاسترجاع Retrieval Cues وهي أشياء أو حالات ترتبط بذاكرة اللاخوف (أو الأمان) أي بذاكرة الانطفاء (م.م = لا م.غ.م) وتساعد الشخص في تذكر الانطفاء في مواقف حياته الواقعية اللاحقة..... أي أنها تعمل ضد استرجاع ذاكرة الخوف (م.م = م.غ.م)... وهناك دراسات متنامية تشير إلى أن بعض المحفزات في سياق الانطفاء تعمل كإشارات لاسترجاع الذاكرة، مما يزيد من احتمالية أن يسترجع المرضى ارتباطًا مثبطًا (مثلا، "مقابض الأبواب ليست ملوثة") أي ذاكرة اللاخوف بدلاً من ذاكرة الخوف في سياقات أخرى بعد حدوث الانطفاء (Blakey et al., 2019).
إكلينيكيا إذن قد تعمل إشارات الاسترجاع على حماية المرضى من الانتكاس عن طريق جعل استرجاع الارتباطات المثبطة أكثر سهولة في سياقات متعددة ومتنوعة، وبهذا المعنى، يمكن أن يعمل الاستخدام الاستراتيجي للإشارات المتعلقة بالانطفاء على تعزيز نتائج العلاج من خلال ملء الفجوة النفسية بين سياق الانطفاء وسياقات ما بعد العلاج "في العالم الحقيقي". أي أن دمج إشارات خارجية معينة مرتبطة بانطفاء الخوف (مثلا ارتداء خاتم المريض أثناء سلسلة من مهام التعرض الناجحة، أو تذكر صوت أذان المسجد القريب من مكتب المعالج) خارج أو بعد العلاج قد يدعم التعلم بالتعرض على المدى الطويل عن طريق تيسير استرجاع الارتباطات المثبطة، أي ذاكرة الانطفاء بدلا من ذاكرة الخوف.
أنواع إشارات الاسترحاع :
إشارات الاسترجاع قد تكون منبهات صوتية أو بصرية أو شمية أو لمسية ...إلخ ويمكن تقسيمها هموما إلى إشارات خارجية مثل الساعة أو الخاتم أو السوار... إلخ وإشارات داخلية مثل تذكر الشخص لمشاعره أو ما تم تعلمه أثناء الانطفاء أو تذكر صورة معينة أو ترديد عبارة معينة مشجعة... إلخ كما يظهر في الجدول التالي المعرب والمعدل بعد (Blakey et al., 2019) :
إشارات الاسترجاع Retrieval Cues | |
إشارات استرجاع خارجية | إشارات استرجاع داخلية |
الملحقات التي يتم ارتداؤها أثناء مهام التعرض الناجحة (مثلا، سوار المعصم أو الساعة أو الخاتم أو السواك) أو كتيبات العلاج، أو عنصر ما من الملابس...إلخ | الإثارة الفسيولوجية (المعتادة أثناء الانطفاء) |
الملصقات التي تحمل "عبارات رمزية" للتذكير | الحالة النفسية أو الانفعالية (مثل القلق والاشمئزاز أثناء الانطفاء) |
صورة لمنظر الشارع من شرفة عيادة المعالج، أو للوحة زيتية من العيادة ....إلخ. | التذكر والتصور للصور الذهنية للتعرضات الناجحة السابقة، أو لضوضاء الشارع أثناء الانطفاء |
استخدام عطر معين، بعد أن استخدم أثناء الانطفاء | تذكر التشبيهات والاستعارات، أو القواعد الفقهية التي تم تعلمها أثناء العلاج لتسهيل الاستعادة العقلية (مثلا، وجع ساعة ولا كل ساعة، استعارة القطار إلخ) |
وبشكل عام فإن الدعم الذي تجده إشارات الاسترجاع الخارجية من نتائج الدراسات السريرية (الإكلينيكية) أقل قوة من ذلك الذي تجده إشارات الاسترجاع الداخلية، فهناك دراسة وجدت للإشارات الخارجية دورا متواضعا (Culver, et al. 2011) بينما أخفقت دراستان في إثبات أي دور لها (Dibbets et al., 2013)و (Laborda et al., 2016) لذلك لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت إشارات الاسترجاع الخارجية يمكن أن تكون فعالة أم لا؟ ولا ما هي أفضل طريقة لاستخدامها لزيادة فعاليتها (Shin & Newman, 2018). في حين أظهرت إشارات الاسترجاع الداخلية دورا واضحا، ففي دراسة نشرت 2006 (Mystkowski, et al., 2006) أظهر المشاركون المصابون برهاب العناكب الذين تم توجيههم لتخيل ما تم تعلمه أثناء تجربة التعرض (أي، إعادة الارتباطات المثبطة عقليًا) أثناء تقييم المتابعة في سياق جديد بعد أسبوع واحد، عائدًا أقل للخوف (بالإبلاغ عن التقييم الذاتي للخوف) عند مواجهة العنكبوت مرة أخرى مقارنةً بالمشاركين الذين لم يتم إعطاؤهم إشارة الاسترجاع التعليمية عند المتابعة، وأظهرت دراسة أخرى على مرضى رهاب طبيب الأسنان نتيجة مشابهة أي دورا واضحا للإعادة العقلية لما تم تعلمه (Elsesser, et al., 2013)، وإن لم تؤكده دراسة أحدث (Laborda et al., 2016).
1- Bouton, M. E. (2004). Context and behavioral processes in extinction. Learning & Memory, 11(5), 485–494. https://doi.org/10.1101/lm.78804
2- Craske MG, Kircanski K, Zelikowsky M, Mystkowski J, Chowdhury N, Baker A. (2008). Optimizing inhibitory learning during exposure therapy. Behav Res Ther. 2008;46 (1) :5–27.
3- Blakey SM & Abramowitz, JS. (2019). Dropping Safety Aids and Maximizing Retrieval Cues: Two Keys to Optimizing Inhibitory Learning During Exposure Therapy. Cognitive and Behavioral Practice 26 (2019) 166-175
4- Brooks, D. C., & Bouton, M. E. (1994). A retrieval cue for extinction attenuates response recovery (renewal) caused by a return to the conditioning context.Journal of Experimental Psychology: Animal Behavior Processes, 20(4), 366–379.
5- Dibbets P. & Maes J.H.R. (2011). The effect of an extinction cue on ABA-renewal: Does valence matter?. Learning and Motivation 42 (2011) 133–144
6- Brooks, D. C., Vaughn, J. M., Freeman, A. J., & Woods, A. M. (2004). An extinction cue reduces spontaneous recovery of ataxic ethanol tolerance in rats. Psychopharmacology, 176, 256–265.
7- Dibbets P, Moor C, & Voncken MJ (2013). The effect of a retrieval cue on the return of spider fear. Journal of Behavior Therapy and Experim ental Psychiatry, 44, 361–367. 10.1016/jobtep.2013.03.005
8- Laborda MA, Schofield CA, Johnson EM, Schubert JR, George-Denn D, Coles ME, & Miller RR (2016). The extinction and return of fear of public speaking. Behavior Modification, 40(6), 901–921. 10.1177/0145445516645766 [PubMed: 27118054]
9- Shin KE and Newman MG (2018). Using Retrieval Cues to Attenuate Return of Fear in Individuals
With Public Speaking Anxiety. Behav Ther. 2018 March ; 49(2): 212–224. doi:10.1016/j.beth.2017.07.011.
10- Mystkowski, J. L., Craske, M. G., Echiverri, A. M., & Labus, J. S. (2006). Mental reinstatement of context and return of fear in spider-fearful participants. Behavior Research and Therapy, 37, 49-60. http://dx.doi.org/10.1016/j.beth.2005.04.001
ويتبع >>>>>> : توجهات جديدة في الت.م.ا تسمية المشاعر (9)
واقرأ أيضًا:
علاج و.ل.ت.ق علاج الكمالية الإكلينيكية2 / علاج و.ل.ت.ق علاج التردد الوسواسي