زؤام: الموت الكريه السريع.
زَأَم الرجل: مات موتًا سريعًا.
الزأممة آلية سلوكية ينتهِجُها الأقوياء للنيل من الضعفاء، وذلك بإيهامهم بالقوة والقدرة على صناعة ما يريدون وأن أهدافهم الخيالية ستكون، ويُعزِّزُون هذا السلوك إعلاميًّا وعسكريًّا وإنجازيًّا، ويُظهِرون الشخص المُستهدَف على أنه أوحد زمانه ولا مثيل له.
وقد تواصلت هذه الآلية في عدد من بلدان المنطقة كمصر والعراق وليبيا واليمن والسودان وإيران وفي دول أفريقية أخرى يتم دفعها إلى قارعة الويلات والوعيد المبرمج الواضح للعيان.
وتحاورتُ مع زميل أثيوبي، وأوضحت له توجُّسِي من استخدام رئيس وزراء أثيوبيا لتحقيق أجندات خفية لا يراها، وكان ذلك بعد أن مُنِحَ بغتةً جائزة نوبل للسلام وتمَّ تقديمه للعالم كبطل وقائد متميز فريد المواصفات والتطلعات، وذكرتُ له أمثلة عمّا حصل في دول المنطقة، وكيف انتهى قادتها إلى سوء المصير لانسياقهم وراء الأوهام والأضاليل التي غمروهم بها.
واتَّفقنا على أن حرمة الجار الوطني مقدسة ولا يمكن التفريط بها مُطلقًا، فالمُحرِّضون ليسوا بجيران، والذي سيدفع الثمن هم الجيران... فلا بد من اليقظة والحيطة والحذر، ومن المعروف أن ترسيم الحدود بين دول المنطقة بعد الحرب العالمية الأولى قد تمَّ وفقًا لإدامة التعادي ما بين الجيران، فلا يوجد خط حدودي دون مشاكل وصراعات، وهذا واضح ما بين جميع الدول العربية.
نعم الجار ثم الجار الوطني، ومَن لا يصون حرمة جاره ستتداعى أحواله... وخَشِينا من لعبة سد النهضة، وضرورة التعامل معه وفقًا لأصول الجيرة ومقتضياتها بدلًا من التوهم بأن السيادة تفرض شروطها وتُملِي إنجازاتها المدعومة من قبل عدو البلد وجيرانه.
وها هي الأحوال تتفاقم في أثيوبيا، والاستعدادات لحروب أهلية طويلة تجري على قدم وساق... وماذا ستجني من سد النهضة؟ وهل سيكون مصير رئيس وزرائها أفضل من أمثاله السابقين؟
تلك حالات تتكرر، ولا تتَّعظ منها الكراسي ولا تعتبر!.
د- صادق السامرائي
16\11\2020
واقرأ أيضاً:
لماذا الفقر يتسرمد؟! / أطعموهم / وَهْمُ تحرير العقل