كلما الرذيلة: ما كان ساقطًا خسيسًا رَدِيئًا من الأعمال.
الخرافة: الحديث المُستملَح المكذوب، وهو باطل لا يمكن تصديقه.
الإسلام دين عقل وفضيلة، ولا يمكن أن يكون الشخص مسلمًا إذا اتَّبع الخرافة ومارس الرذيلة، فالخرافة عدو العقل، والإسلام دين الذين يتفكرون ويتعقَّلُون، والرذيلة سلوك النفوس الأمارة بالمساوئ والخطايا والهوان.
فمن يُهِينُ عقله ويُعطِّلُه ليس بمسلمِ صحيح، وكذلك الذي يتخذ الرذيلة سبيلًا... المسلم من واجبه إعمال عقله وتنويره، فهو الساعي إلى النور، والرافض للضلال والبهتان والإظلام، ويتلخص هذا الواجب بنداء "اقرأ" الذي تكرر ثلاث مرات ذات معنى ومغزى وتأكيدًا على دوام القراءة وإعمال العقل وتغذيته بالمطالعة المتواصلة والمواظبة على التعلم.
"وقل ربي زدني علمًا" دعوة أخرى يترتب عليها الجد والاجتهاد والمثابرة وتنمية قدرات التفاعل ما بين الإنسان ومحيطه الزماني والمكاني... فإعمال العقل فريضة وركن مهم للتعبير عن إسلام المسلم، وفهمه للدين، وتفكُّرِه بالقرآن ومعانيه وما يرشده إليه من الفضائل وسلوك الرحمة والألفة الإنسانية.
فهل أن المتاجرين بالدين يشجعون المسلم على استعمال عقله؟
إن السائد في واقع المسلمين هو تعطيل العقل، وتأجيج العواطف والانفعالات، وتنمية الجهل، والسعي الجاد للتجهيل المطلق وتحويل المسلمين إلى قطيع راتع في حظيرة عمامة لا تفقه بالدين، وتُضلِّل، وتنافق، وتصنع دينًا على أهوائها ووفقًا لنوازع ما فيها من مَطمُورالرغبات والحاجات السقيمة الفاعلة فيها.
ولهذا تجدنا أمام كَثرَة مُختصرَة ببضعة عمائم تقودها إلى حيث تريد كأي طاغية مُستَبِد يأخذ شعبه إلى ما يريد ولا يأبه لما يصيبهم، ولا يفهم معاناتهم وما هم عليه من القهر والظلم والشقاء... ولهذا انكمشت الفضيلة، وتسيَّدت الرذيلة، وتسلَّط الانفعال والاضطراب على سلوك الناس، فعَمَّ الفساد والظلم والبلاء.
فأين المسلم من الإسلام؟!
20\11\2020
واقرأ أيضاً:
الزأممة / عودوا لأصلكم يا عرب / الصورة المنصورة