لمَّ الشيء: جمعه جمعًا شديدًا.
الأم تَلُمُّ أبناءها وبناتها، فالأم تجمع ولا تفرّق، والأمم تجمع أوطانها وتضمها بأحضانها، وبغياب معنى وقيمة الأم تتبعثر الأوطان وتضيع قيمتها وينتفي دورها وقدرتها على الحياة الحرة الكريمة.
ودولنا تنتمي إلى أمتها، ولكي تتفاعل بإيجابية عليها أن تدرك هذا الانتماء، وتجعله المنطوق الأسمى الذي تتحرك على ضوئه، وتنطلق منه إلى ما تريد.
ولإدراك القِوى المناهصة لوجودنا الصحيح أهمية الأمة في صيرورة الاقتدار الوطني فإنها عملت وبنشاط دائب على تفريغ معنى الأمة من قيمته ودوره في حياتنا، حتى وصلنا إلى أن الكلام عن الأمة أصبح تغريدًا خارج السرب، وصار الذين يتحدثون عن الأمة يُواجَهون بالتحديات، وتنطلق ضدُّهم أقلام مُموَّلة ومُستأجرَة لتهميش إرادتها وتجريدها من عناصر قوتها وطاقات انطلاقها.
وبفقدان معنى الأمة وأهميتها أصبحت دولُنا في فرقة وخصام واحتراب، وتمكَّنت منها القوى الطامعة بها لأنها لاذت بها واستعانت على ابن أُمِّها الذي تجرد من معنى الأمة.
ولن تستعيد دولنا قوتها وكرامتها وسيادتها الحقيقية إن لم تَرعَوِي وتعود إلى نبع القوة والهيبة والعزة والكرامة، وتتسلح بمفاهيم الأمّة ودورها في تأهيلها للعيش الآمن الحصين... فعليها أن تُفَعِّل الآليات الجامعة اللازمة لنشر روح الأمة ومعانيها في الأجيال الصاعدة، وعندها ستتوسَّع آفاق رؤيتها وتنطلق طاقاتها في البناء الحضاري الأصيل.
فهل من عودة إلى روح الأمة يا عرب؟!
واقرأ أيضاً:
عودوا لأصلكم يا عرب / الصورة المنصورة / الخرافة والرذيلة والدين