استدرجه: خدعه حتى أطاعه، حمله أن يفعل ما يريد بالإغراء أو الحيلة.
الاستدراجية أسلوب معروف فعَّال وفتَّاك ومُتَدَاول بين الدول والمجتمعات منذ الأزل، إذ تسعى الدول للإيقاع بأبناء غيرها وتوظيفهم لتأمين مصالحها وتحقيق أهدافها... والذين يقعون في حبائل الاستدراجية تعدَّدت تسمياتهم.
وفي قرننا المُتَسَارِع التطورات لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورها النشيط في استدراج أبناء المجتمعات، وتحويلهم إلى قِوى عاملة لتقويض إرادة مواطنيها وتدمير أوطانها وتمزيق مجتمعاتها... والتركيز على أصحاب التأثير في الرأي العام من أولوياتها، وبإسقاط الرموز الدينية وذوي العمائم المتاجرة بالدين في قبضة تمرير أهداف مناهضة لأمتهم ودينهم حلَّ الاضطراب والتقاتل ما بين أبناء الدين الواحد والمجتمع الواحد، وهم في استدراجهم وغفلتهم يعمهون.
والمشكلة أنّ المُستَدْرَج يرى أن ما يقوم به صحيح، والذي يُنَبِّهُه يحسَبُه عَدُوًّا له ومُنَاهِضًا لرسالته التي تتوافق وما يعتقده، ويكون مُؤهَّلًا عاطفيا لامتشاق الأحكام المُسبقة والتفاعل بآليات نكرانية وإسقاطية تُوهِمُه بأنه على حق وغيره على باطل وضلال.... فالمُستدرَج يصاب بالعمه السلوكي بعد تأهيله بأساليب سلوكية ونفسية معقدة تنطلي عليه، ولا يمكنكَ إقناعه بأنه أداة لتمرير إرادة الطامعين به وببلاده ودينه.
وبعض الأقلام مُستدرَجة لتأمين مصالح الطامِعِين بالأمة والسَّاعين لتمزيقها وتجريدها من قيمها الروحية والثقافية ولغتها وهويتها وما يشير إليها، وتساهم بصناعة أجيال قادرة على العدوان الشديد على أمتهم.
فهل لنا أن نتنبه ونستفيق؟!
"تنبهوا واستفيقوا أيها العرب...فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب"... وهل مِن حياة فِيمَن تنادي؟!
واقرأ أيضاً:
الطعام إمام!! / سقوط الإمبراطوريات / اصنع أملًا