الأرض
يا بَرايا الأرْضِ أدْرَكنا اليَقينا
أُمُّنا غَضْبى وشاءَتْ تَزْدَرِينا
عَقّها خَلقٌ سُكارى ما أَفاقوا
بنفوسٍ ذاتِ نَهْجٍ يَبْتَليْنا
وكذا عِشْنا نِيامًا دونَ وَعيٍّ
ثمَّ غِبْنا في حَفيْرٍ يَحْتَوينا
فَتَناسَيْنا وُجودًا كوَمِيضٍ
وحَفَلْنا بسَرابٍ يَعْتَرينَا
مِنْ تُرابٍ في تُرابٍ انْتَهَيْنا
ما وَجَدْنا مِنْ ثَراها ما يَقيْنا
إنَّها دَارَتْ وفِيْنا مِنْ رُؤاها
حِكْمَةٌ كُبْرى وحُكْمٌ يَعْتَليْنا
هذهِ الأرْضُ وعاءٌ في ارْتِعاشٍ
دائِمًا تَخْشى عَدُوًّا مُسْتَكيْنًا
فَبها الأكْوانُ آفاتُ افْتِراسٍ
كلُّ جُرْمٍ يَتَناءى نالَ حِينًا
وَحْشَةٌ سادَتْ وخَوْفٌ مُسْتَطيرٌ
وبضَوْءِ الشَّمْسِ ارْتادَتْ أميْنًا
ما عَرِفْناها فَدارَتْ بهُمُوْمٍ
حَيْرَةٌ تَطْغى وَوَهْمٌ يَمْتَطيْنا
كلّما قالتْ مُناهَا امْتَعَضنا
وتَجَبَّرْنا وجاوَزْنا الحَصِيْنا
رُبْعُ قَرْنٍ آثمٍ غارَ عَليْنا
وبعامٍ بوَباءٍ اُبْتُليْنا
مِنْ جِراحٍ ووَجيْعٍ ما شُفِيْنا
خَمْسُ أعْوامٍ عُجافٍ تَلتَقيْنا
أيُّها الأرْضُ بماذا سَوْفَ نَحْيا
أبِكُلٍّ وبِبَعْضٍ تَفْتَديْنا؟!
قد أجابَتْ باسْتياءٍ وجَفاءٍ
ثمَّ قُلنا بِتُرابٍ فارْحَميْنا!
واقرأ أيضاً:
كَيْفَ نَرْقى؟! / كُنْتَ عاماً / مُعاناةُ العراقِ!! / مَنْ أنا؟!! / فتَرَأّديْ!