الشائع هو إعمال العقل في النص القرآني، وقد اجتهد فلاسفة الأمة ومفكروها في نبش ما بين السطور، إعتمادا على أن للنص معنى ظاهر وباطن، وعندما لايتوافق المعنيان لابد من التأويل، وبسبب ذلك تمزقت الأمة إلى جماعات وفئات ومذاهب ومدارس، وغيرها من رموز التشظيات العاصفة في أجيالها.
وبدأ هذا التوجه بعد أن إستضافت الأمة الفلسفة اليونانية، وبموجبها برع العرب في تفعيل العقل، خصوصا في زمن المأمون الذي كان مهووسا بإعمال العقل. وأصله جاء من الفلاسفة العرب إبتداءً بالكندي، والمتهم بقول "إعمال العقل بالنص القرآني" هو إبن رشد الذي أصابته نكبة معروفة بسبب توجهاته التنويرية.
والمقصود بالنص في هذا المقال، أي نص مكتوب، فالنص يمكن قراءته وفقا لثقافة القارئ وقدرته على ربط ما فيه بما عنده، ولهذا فلكل نص قراءة مختلفة، ويستخلص القارئ منه الذي يتناسب وما فيه، وبموجب ذلك فإن الآراء تتعدد تجاه أي نص مكتوب مهما كان جنسه.
فيا ليتنا نعمل عقولنا بالنصوص الإبداعية بدلا من النصوص القرآنية، لأن الأخيرة سبب شقاء الأمة وهدر طاقاتها، والأولى ربما ستفجر طاقاتها وتوحد جهودها.
فما فائدة إعمال العقل بالنص القرآني؟
ولماذا لا نزال منشغلين بالتأويلات والتفسيرات، وكأننا لا نمتلك الكم الهائل منها بمجلدات ضخمة وموسوعات عامرة، متراكمة عبر أجيال وأجيال.
والأفضل إعمال العقل بالعلوم والمبتكرات المعاصرة، التي تمنح القوة والقدرة على الإبداع المادي اللازم لصناعة الحياة. وياحبذا أن نتوجه لنصوص الحياة ونجتهد بتأويلاتنا فيها، لأنها ستنمي قابلياتنا الإبداعية وتمنحنا مفردات عطاء أصيل.
فهل من تعقيل للتأويل؟!!
واقرأ أيضاً:
المفاهيم العتيقة وفخ الوقيعة!! / الاستعمار الذاتي!!