عبارة أطلقها علماء الأمة منذ قرون، وهي منهج عمل شامل يتصل بكافة شؤون الحياة، بينما السائد حصرها بالوقاية من المرض.
فالوقاية مفهوم مطلق، وبموجبها المجتمعات المتطورة القوية تمضي، إذ تتحسب وتستعد وتتجنب ما يوقعها في مهالك قاسية.
المجتمعات الحية عبر العصور تتوقى من الجوع والفقر والضعف والخسران، وتستحضر أسباب القوة والإقتدار وما يوفر لها المناعة الكافية من الأخطار.
فهل مجتمعاتنا لها وعي بمعاني ومتطلبات الوقاية؟
إن أهم أسباب الوجيع العربي الدائب يكمن في فقدان مهارة الوقاية، وعدم حضورها في وعي النخبة والوعي الجمعي، فالفاعل فينا أن المشاكل تجد لها البيئات المواتية للتنامي والتوالد السريع، وأبناء الأمة يعززونها بالرثاء والبكاء والتشكي وجلد الذات، والتخلي عن المسؤولية وإلقاء اللوم على الآخر، وكأن الدنيا دار ملائكة وأمن وسلام ومحبة وإكرام.
ففي مجتمعاتنا تسود الأمية الوقائية من كل شييء، ويأتي في مقدمتها الوقاية من المرض والفقر والجهل، هذه الثلاثية الفاعلة فينا منذ قرون وما تعلمنا كيف نتوقى منها، فمعظم مجتمعاتنا غير قادرة على إطعام نفسها وإكسائها، والفقر يتعاظم في أثرى دول الأمة، والحروب تدور رحاها في أرجائها.
أما مدارسنا وأنظمة تعليم الأجيال فحدث ولا حرج.
إن الأمة لكي تنطلق في فضاءات عصرها عليها أن تبتكر سبل الوقاية من الأخطار، ويأتي في مقدمتها أن تستقر أنظمة حكمها، بتوفير الدساتير الوطنية التي تقيها الدخول في مضطربات مأساوية دامية ومدمرة للبلاد والعباد.
وعلى الأمة أن تتعلم كيف تطعم نفسها وتحافظ على مياهها، وتطلق إرادة الشباب في ميادين الابتكار، وتؤهلهم لقيادة المستقبل الأرقى والأجمل.
فهل لنا أن نتوقى لا أن نستجدي الآخرين؟!!
واقرأ أيضاً:
الكراسي المعوَّقة لغويا!!ٌ / الأمة ومدرسة الديمقراطية!! / التأسّنية!!