إعادة بناء الذات Reconstructing the Self
في أي وقت من الزمان هناك الماضي والحاضر والمستقبل. يراجع الإنسان الماضي بين الحين والآخر، ويحاول دوماً أن يتمسك بذكريات جميلة ويغض النظر عن ذكريات مثقلة بالألم والصدمات. وهناك الحاضر الذي يحتاج دوماً إلى مراقبة وجهد وكفاح من أجل الصمود والتطوير. يجتمع زخم الماضي مع صراع الحاضر وتولد طاقة جديدة من أجل الانطلاق نحو المستقبل الأفضل. هذه القاعدة المثالية ولكنها في غاية الصعوبة للكثير من البشر.
مراجعة الماضي وتفحص الحاضر والتخطيط للمستقبل جميعها عملية بناء، وأكثرها صعوبة هي عملية إعادة بناء وترميم الماضي. يعرف الإنسان احتياجات حاضره وأهداف مستقبله، ويباشر بعملية البناء. أما الماضي فهي عملية إعادة تصميم وبناء أكثر صعوبة، وكثيراً ما تكون مصدر شقاء وآلام. لا تختلف العملية الأخيرة عن عملية التنقيب عن آثار لا تنتهي مع انتهاء الحفر والتنقيب. يعثر الإنسان على ما يعثر عليه، وتبدأ عملية أخرى يحاول فيها الإنسان الإجابة عن أسئلة لا نهاية لها وإجابات غامضة.
١- هل ما تم العثور عليه حقيقة أم خيال؟
٢- هل ما تم العثور عليه كاملا أم ناقصاً؟
٣- هل تم تحوير ما تم العثور عليه؟
حين ذاك يصاب الإنسان بشلل معرفي وعاطفي ويبدأ بالنظر إلى ماضيه باختلال الحقيقة وأحياناً انفصال ذاته عن الواقع. عند ذاك لا يجد الإنسان غير حسده يشكو من اعتلاله٬ ويتفارق عن جسده وعن الواقع ويدخل في موقع اكتئابي مزمن لا موقع للسعادة فيه. يبحث في عالم الإنترنت عن أجوبة لأسئلة خير من يجيب عليها هو نفسه.
الدخول في علاج كلامي والبحث عن المساندة العاطفية والنفسية لا خير فيها إن كانت ترتكز بأسرها على تنقيب الماضي وحفريات لا نهاية لها. لكي يمضي الإنسان قدماً عليه بناء الحاضر وتصميم بناء مستقبله والتوقف عن حفريات الماضي ومحاولة ترميمه. أحيانا لا يوجد أفضل من أن يفتح الإنسان قلبه لأقرب الناس إليه ويشاركه مشاعره وعواطفه وأفكاره.
واقرأ أيضاً:
التنظيم العاطفي Emotional Regulation / افيروس كورونا COVID-19 مع ٢٠٢٢