"أيها النص الجريء الواعد...أنت فيض مستديمٌ قائد"
واقع الأمة بحاجة لنصوص جريئة لا تخشى في الحق لومة لائم، ولا تناصر غير الحقيقة، وتثور بوجه المظالم ومصادرة حقوق الإنسان وقيمته، بأي ذريعة كانت.
نعم الأمة تداويها النصوص الجريئة المزعزعة، التي تقض مضاجع الكراسي المداهنة وتحكم بالوكالة، وتؤدي فروض أسيادها والمعززين لوجودها للنيل من الشعب وتمرير مصالح الطامعين بالبلاد.
قد يقول قائل أن دول الأمة لا تمتك حق تقرير مصيرها، ومعظم حكوماتها تنفذ ما يُملى عليها من إرادات الآخرين القابضين على مصيرها.
وهذا فيه كثير من الصواب، غير أن الإرادة الوطنية تنتصر على الصعاب، فعندما تغيب المشاعر الوطنية العملية، وتطغى حالات أخرى على الوطن، فأن ضياع المصير ومصادرته ستكون سهلة، لأن أبناء الوطن المرهونين بغير الوطن سيتحولون إلى موجودات تستجدي المفترسين للحفاظ على كيانها الواهن، المتعارض والوجود الوطني.
أي لكي تبقى وتتنمر، ستستعين بأعداء الوطن والمواطنين، ليستتب لها أمر العبث على هواها في البلاد والعباد.
وهذه حالات معروفة ومتكررة في المجتمعات البشرية، عندما تفقد الدولة هيبتها، وينتهي فيها دور الجيش، ويموت القانون، ويُحتقر الدستور، أو تؤوَّل مواده وفقا لإرادة الكراسي المنفذة لبرامج وأهداف أسيادها، الذين وضعوها في سدة السلطة لتنفيذ المهمات وحسب.
ولهذا يتكرر في هكذا دول التركيز على ما دون الوطن، وإعلاء شأن روح الفرقة والشحناء والبغضاء، ومصادرة الأمن والأمان، ومحق قيمة الإنسان، وتحويله إلى رقم جاهز للطرح والإمحاء والقسمة على غيره وتفتيته والنيل من وجوده.
ولكي تتعافى الدول من عاهات التبعية والخنوع والإذلال والإنخذال، عليها أن تعلي الراية الوطنية، وتجسد القيم الوطنية التي لا مناص منها لتستقيم الحياة، وتتأكد المسيرة الإنسانية وفقا لمقتضيات مكانها وزمانها.
فلا بد من العودة إلى الخطاب الوطني الجامع، والابتعاد عن مضادات الوطنية ومعوقاتها، بأنواعها التي استشرت في بعض الدول، وخصوصا بعد أن تم تنشيط الأحزاب المؤدينة المتنازعة على الوطن، لكي تحيله إلى ثريد في صحون يتناهبها السابغون الأشاوس!!
فهل من جرأة وإقدام يا أيها الأقلام؟!!
واقرأ أيضاً:
النفوس والرؤوس!! / المسير وظلمة الدرب الطويل