البديهية: مبدأ يُسَلّم به لأنه واضح بذاته ولا يحتاج لبرهان، كالقول : أنصاف الأشياء المتساوية متساوية.
الواقع الفاعل في الأمة أن المواطن يسعى لتأمين ما يجب أن يكون مؤمَّنا، فهو من حقه الطبيعي، وواجب الحكومات أن تيسره له، وتوفر أسباب الحصول عليه بسهولة.
وهي ظاهرة تشير إلى تردي الأوضاع المعيشية، وفقدان قيمة الإنسان واعتباره رقم تُجرى عليه عمليات حسابية تقضي بمحقه.
والمواطن يعيش في ظروف قاسية ومكابدات قاهرة، تستنزف طاقته وتبدد قواه، وتمنعه من التفاعل الإيجابي مع الحياة.
فلا وجود لما هو قائم في مجتمعات الغير، فترى المواطن يحلم بمغادرة بلده إلى بلدان أخرى، تحرره من الركض المرهق وراء ما يجب أن يكون متوفرا بأقل جهد.
فالسكن الجيد، والتعليم، والرعاية الصحية، واحترام قيمة الإنسان وإطعامه من الأمور المعتادة في مجتمعات الدنيا المتقدمة، وتعتبر من حقوق المواطن ومن واجبات الدولة تأمينها، وفي المجتمعات المغلوبة على أمرها،الدولة تجتهد لحكم المواطنين بالحرمان من أبسط حقوقهم الإنسانية.
ووفقا لهذه التعويقات والتحديات المريرة، تسعى الحكومات لإذلال المواطن وتحطيم إرادته وتطويعه، ليكون خانعا تابعا راضيا بالجور والتعسف والهوان، خصوصا عندما تمَلَح الخطايا والآثام بحقه بما يصرح به المتاجرون بالدين، الذين يسوّقون سلوكيات النفس الأمارة بالسوء والبغضاء.
وهكذا تجد المجتمعات تنوء تحت سنابك الفساد والفقر والجوع والإهمال والحرمان، وثروات بلدانها تنهب وحقوقها تسلب، ولا تستطيع أن تفعل شيئا نافعا، وإن طالبت بحقوقها طبقت عليها لوائح الإجرام، وما يتصل بها من إجراءات قمعية قاسية.
فإلى متى يبقى المواطن يكابد الوجيع لنيل حقوقه الطبيعية، في مجتمعات تتولاها أحزاب ترفع رايات دين، ولا يُعرف ما ذات تقصد بالدين؟!!
فهل أن البلاد والعباد غنائم أدعياء الدين؟!!
اقرأ أيضاً:
النكبة العولمية!! / الهدف يأكل نفسه!!