الدنيا على شفا حفرة من الحروب اللاهبة المدوية، التي ربما لن تبقي ولا تذر شيئا على وجه البسيطة، قبل نهاية الربع الأول من القرن الحادي والعشرين.
فالواقع السلوكي لقادة بعض مراكزها القوية تشير إلى أنهم مخمورون بالقوة المطلقة، ولديهم القدرات الفتاكة التي تجعلهم من الذين يتحكمون بمصير الدنيا، وفقا لمعطيات ما فيهم من النوازع والتطلعات المنبثقة من عاهاتهم النفسية الفاعلة فيهم.
مصيبة الدنيا منذ الأزل هو السكر بالقوة والفساد، فحالما تظهر حالة وترى أن القوة هي القانون الأوحد فأنها تنطلق كالنار في الهشيم، لتبيد ما حولها ولا ترحم حتى نفسها، فتنتهي إلى عصف مأكول بعد أن أحالت الدنيا إلى خراب ودمار.
وقد تكررت هذه الظواهر والتفاعلات مرارا ولا تزال قائمة ومتأهبة بقدرات فتاكة، تحاول عدم التورط بها، لكنها لا تملك حيلة إلا السقوط في أتونها الحامية ، فتلك طبيعة البشر وما فيه من نوازع ودوافع، وما يؤهله من أشخاص تجتمع فيهم العلل والعاهات اللازمة للقيام بما هو مروع وبشع وغير مسبوق.
والزيارة السريعة للتأريخ تكشف تكرار هذا السلوك، وما عانته البشرية من موجات القوى التي انفلتت فعاثت فسادا ودمارا في الوجود الأرضي، وكان أبشعها ما قامت به القوى التتارية التي أفنت معظم الوجود البشري، وأخرت الدنيا قرونا وقرونا بعد أن أتلفت نتاجها الفكري والعلمي والعمراني والنفسي والأخلاقي، وأودعتها في ظلمات الخوف والرعب والجمود لقرورن.
وعندما تتأهب القوة العاتية للانفلات، ويرافقها الفساد ومعطياته وجنوده ومسوغيه من الذين يمنحونه معانٍ قدسية، ويروجون له بفتاوى وادعاءات غاشمة، تصبح الحالة مؤهلة للتتفاعلات المريرة الغابية الطباع المجردة من أي وازع أو رادع.
ووفقا لما تقدم فإن الدنيا تبدو وكأنها على حافة المخاطر الجسيمة، وربما الذي سيأتي لن يخطر على بال ولم يمر في حسبان، لكنه سيكون، وإن فعلها أي مجنون قوي، فالحضارة البشرية إلى سقر مبين!!
فهل مَن يرعوي إلى حين؟!!
اقرأ أيضاً:
إرادة نيسان!! / مدوّنات الحياطين!!