منذ الأزل والصراع قائم على الموارد المتنوعة المحكومة بزمانها.
فكان الماء والزرع واستعباد البشر وسبي النساء وأخذهن كجواري، لكي يصبحن معامل لإنتاج البشر، فالثروة البشرية كانت عاملا مهما في القوة والاقتدار، والقبائل والشعوب تتفاخر بكثرتها.
وعلى مر العصور تبدلت الموارد فصارت ملحا قبل عصر الثلاجات، وتوابلا، وغيرها الكثير، حتى وصلنا للقرن العشرين فأصبح النفط فيه من أهم مصادر الطاقة.
وفي القرن الحادي والعشرين، بلغ التطور التقني ذروته، وغدت بعض عناصر الجدول الدوري لمندليف سببا للصراع.
فالدول المتأخرة لا تعرف لماذا تتصارع الدول المتقدمة، وهي تتنافس على عناصر نادرة لها أهميتها في صناعاتها وتقنياتها، التي تريد الهيمنة بها على الآخرين.
وتجدنا أمام ثورة الذكاء الاصطناعي التي ستغير لعبة الموارد، وستجعل البشر عبئا، فلا حاجة للبلايين منه، بل ربما لبضعة ملايين تعيش برفاهية وسعادة وكفى!!
إنها محنة كونية وجودية، لها تداعياتها الخطيرة، وتفاعلاتها المريرة، وقد كشرت عن أنيابها أسلحة الدمار الفائق بأنواعها، القادرة على تحويل الدنيا إلى عصف مأكول.
وتبقى بعض دولنا في قيعان الوجيع، غاطسة في حفر الويلات الغابرات، ومنكوبة بذاتها وبموضوعها ، وترتل خطابات الأجداث، وكأن الزمان في وعيها الجمعي توقف في لحظة من الدهر والأرض لا تدور، وهي مركز الكون، ومَن يقول بغير ذلك فهو الخطر.
وهذا نوع من الصراع العبثي السلوكي الانتحاري، الذي يوظفه المتنافسون على الموارد، والقابضون على فوهات آبار النفط، ومواطن العناصر النوادر!!
فهل لنا أن نستفيق ونرى بعيون عصرنا؟!!
واقرأ أيضاً:
الأرض والكثرة البشرية!! / حبيبتي المصرية!!