الأمة ذات قدرات حضارية وطاقات اقتصادية، وقابضة على أكثر من ثلثي احتياطي النفط والغاز في الأرض، ومع كل مقومات اقتدارها وتمكنها تتصرف بضعف، وتخضع للذين أمسكوا بعنق مصيرها وألجموا إرادتها، وأخذوها إلى حيث تقتضي مصالحهم وتطلعاتهم الاستحواذية الجائرة.
أمة بدولها الأكثر من عشرين، ما تعلمت سلوك العزة والكرامة، والإمساك بزمام الأمور والتأثير الفاعل على الدول الأخرى، بل سيَّدت عليها مَن يبيعون وجودها بأبخس الأثمان، ويتنازلون عن مميزاتها وخصائصها، ويكافئون المفترسين لها، ما داموا في سلطاتهم يتمتعون.
أمة أمضت القرن العشرين وما بعده من عقود في تبعية للإرادات الأجنبية، ولديها ممكنات أن تتسيَّد وتكون.
هذه الأمة عليها أن تستفيق وتفعِّل ما فيها من عناصر القوة والسيادة، والانطلاق الواثق نحو آفاق التعبير عن جوهرها الحضاري الساطع.
إن القول بأن الأمة متأخرة، حرب نفسية لترقيدها، والإمعان باستنزافها، وافتراسها، فالأمة متى تبدأ تتقدم وتكون، وقد توفرت لها أسباب الانطلاق الواعد الأمين.
فالمجتمعات المعاصرة يمكنها أن تصنع ما تريد، وتنتج حاجاتها المتنوعة، فآلات وأدوات ومهارات التصنيع والإنتاج متاحة، وتحتاج إلى تفعيل وحسب.
فالأمة باستطاعتها أن تكون متى بدأت، وكان لها أن تكون مع مطلع القرن الحادي والعشرين.
ولا يوجد مفهوم الوقت فات، فلتبدأ الأجيال ببناء أمجادها بإرادتها العلمية العملية الوثابة، وأن الغد أفضل عندما تتواصل الإرادات وتتفاعل العقول.
فمن يريد أن يكون سيكون!!
"وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"!!
واقرأ أيضاً:
الأرض بتتكلم عربي / الأرض بتتكلم عبري / ضياء العقول!! / جرأة إعمال العقل!!