دول الدنيا تفكر بمصالحها، والعرب مولعون بتأمين مصالح الآخرين، وساعون لتحقيق مصالح الطامعين فيهم، ويؤدون دورهم بإخلاص وتفاني وقدرة عالية على الإنجاز!!
فهل حان وقت النظر إلى مصالحهم؟
الواقع المتسارع التغيرات يؤكد أن هناك آليات جديدة تتكون، وفق تفاعلات محورية تهدف لتعزيز المصالح والتكتلات لقوى تريد الهيمنة على العالم العربي، والاستحواذ على ثرواته، وتدمير عناصر قوته وتعطيل قدراته، ومنع الأجيال من ممارسة الحياة الحرة الكريمة، لأن في ذلك تهديد وجودي للمعادين للنهضة العربية المعاصرة المتطورة الأمينة.
كما أن المساعي والتحركات الخفية والعلنية، تشير إلى التسابق على المنطقة العربية الغنية بالثروات اللازمة لصناعة القوة الفاعلة في القِوى الأخرى، أي أن التنافس ما بين الأقوياء على افتراس العرب بلغ ذروته، خصوصا والأهداف يتوفر فيها ما يؤهل مستهدفيها لتقويض إرادتها، واستعمارها بواسطة عناصرها الذاتية.
فلماذا لا يفكر العرب بمصالحهم ويعتصموا ببعضهم ويكونوا أمة ذات شأن ودور كبير؟
إن منهج الفرقة والتناحر والخضوع للآخر الذي يستلب الثروات ويبدد القدرات، من السلوكيات الشاذة النادرة في المجتمعات المعاصرة، التي تهمها مصالحها أولا، وتجتهد في العمل على تأكيدها وحمايتها، واستحضار المفردات اللازمة لتنميتها.
بينما الواقع العربي يؤكد أن العرب يتفرقون، ويتصارعون، ويستعينون بالطامعين بهم للنيل من بعضهم وما حولهم، ويجهلون مهارات التفاعل الإيجابي مع جيرانهم، فيخسرون حاضرهم ومستقبلهم، ويستنزفون الأجيال في تفاعلات عبثية ذات تداعيات مريرة وخسائر فادحة.
ويبدو أن العالم يمر بمرحلة ترتيب التوازنات وتأسيس الأقطاب والمحاور والتكتلات، والعرب يتفرجون، وكأنهم خارج معادلات الدنيا الصاخبة المنازلات، فما بدر منهم توجه نحو صناعة الإرادة الجمعية، ولا تحركوا نحو بناء الأسس الاتحادية لنشاطات تكاملية متنوعة.
وهذا يدل على أن مسيرة الحياة العربية في القرن العشرين، ربما ستتواصل على شاكلتها في القرن الحادي العشرين، موسومة بالتبعية وعدم القدرة على تقرير المصير، مما سيؤدي إلى مزيد من التداعيات والانهيارات المجتمعية والاقتصادية والمعرفية، وسيكون المواطن موجودا متحركا بلا روح متصلة بمكانه، لأنه صار مهاجرا بكل ما فيه إلا بدنه!!
ففكروا بمصالحكم ياعرب قبل فوات الأوان!!
واقرأ أيضاً:
مصير ما تخطه الأقلام!! / الكلمة الإيجابية ضرورة إنسانية!!