هناك أسباب عديدة يمكن أن تدفع بالطفل للذهاب إلى الطبيب النفساني فقد يرى الأب والأم أو مدرس الفصل أن ذهاب الطفل للطبيب النفساني أفضل له إذ يشعره بنوع من التحسن.
ربما واجه الطفل مشكلات في التعامل مع الزملاء أو الأخوة، وربما مع الوالدين وقد تواجهه مشكلات في دراسته، أو في درجة تركيزه في الفصل الدراسي أو أن أداءه لواجباته المدرسية أو أن تكون درجاته أقل من المستوى الذي يرى والديه أنه يستطيع الوصول إليه وهناك أسباب أخرى كأن يكون الطفل شديد الخجل أو لديه مشكلات في تكوين صداقات أو أن يشعر بدرجة كبيرة من الحزن أو الخوف أو القلق ولهذه الأسباب جميعها يمكن أن يكون ذهاب الطفل للطبيب النفساني هو الطريقة المثلى للحديث عن مشاعره.
في عيادة الطبيب النفساني:
إن عيادة الطبيب النفساني لها وضعها الخاص، فبدلا من الفحص على سرير الكشف بأدوات الطبيب يجلس الطفل على كرسي مريح ليتحدث، أو يلعب بالألعاب وأحيانا يرسم صورا، فلا يوجد حقن أو دواء، وإذا كان لدى الطفل مشكلات في أداء الواجب المدرسي، فيمكن للطبيب أن يطلب منه حلا لبعض الأسئلة والألغاز فذلك يساعد الطبيب على أن يفهم كيف يفكر الطفل ويتعلم.
والطبيب النفساني دائما ما يرغب في أن يشعر الطفل بالراحة، فهو لن يجبره على أن يفعل شيئا أو أن يتحدث عن شيء لا يود الحديث عنه.
وقد يصحب الطفل الوالدان في أول زيارة للطبيب النفساني ويجلسون جميعا ليتحدثوا عن مشاعر الطفل ومشاكله أو المواقف التي قد تثير ضيقه، وبعد أن يشعر الطفل بشيء من الراحة، ربما يود الطبيب في التحدث إلى الطفل بمفرده أو التحدث إلى الوالدين بمفردهما.
والزيارة الأولى تتعلق بتفهم الطبيب للمشكلة التي يود الطفل أو والديه في أن يجدوا العون في حلها، وليتعرف على جانب من شخصية الطفل، ويتلوها عدد من الزيارات للعمل على حل تلك المشكلات، وعلى عكس زيارتك للطبيب لمرة واحدة لتعالج التهاب الحلق أو ما شابهه، فأحيانا يكون من الضروري أن يذهب الطفل للطبيب النفساني عدة مرات قبل أن يشعر بأنه أفضل.
كثير من الأطباء النفسيين سيطلبون إلى الطفل أن يضع أهدافا لنفسه أو أن يدون ملاحظات يعبر فيها عن مشاعره بين الزيارات، وحينما يذهب الطفل للطبيب النفساني عليه أن يتأكد أن معه مذكرته التي يدون بها ملاحظاته، وبهذه الطريقة يمكنه أن يحدد مدى التحسن الذي يطرأ عليه.
مساعدة الطبيب النفساني ليست أمرًا مخجلاً:
بعض الأطفال يشعرون بأن الذهاب للطبيب النفساني طلبا للمساعدة هو علامة من الضعف أو أنه يعني أن الطفل مصاب بالجنون، ولكن هذا النوع من التفكير لا يبدو صحيحا على الإطلاق فإذا ما أصيب أي منا بخدش صغير على سبيل المثال فإنه يغسل الجرح ويضع ضمادة عليه ولكنك إذا ما أصيب بجرح غائر أو كسر في أحد عظامه، فإنه يدرك انه بحاجة إلى طبيب متخصص وحتى الكبار يدركون انهم بحاجة للمساعدة بزيارة متخصص ليخضعوا لمتابعة تساعدهم على التحسن.
وكذلك فإن أفكارنا ومشاعرنا تعمل بذات الطريقة فإذا كان لدينا مشكلة بسيطة نستطيع أن نتجاوزها بأنفسنا أو بأن يساعدنا على حلها الأصدقاء والمقربين أو الأقل في المنزل ولكن إذا لم نستطع التعامل مع تلك المشكلة فمن الأفضل أن نذهب إلى الطبيب حتى نصل إلى درجة من التحسن بدلا من تجاهل المشكلة حتى تتطور للأسوأ.
فالأشخاص الذين يتبعون الطبيب النفساني ليسوا مجانين وإنما هم بحاجة إلى المساعدة فإذا كنت بحاجة للمساعدة فالذهاب إلى الطبيب هو التصرف الصحيح الذي عليك أن تفعله، فكل منا يكون لديه مشكلات لبعض الوقت، ومن الحكمة أن نتحمل المسؤولية ونتعامل مع تلك المشكلات.
ولكن بعض الأطفال لا يتفهون ذلك، فإذا ما ذهب الطفل إلى الطبيب النفساني فلا يجب أن يشعر بأن عليه إبلاغ الجميع، تماما كما أنك لن تبلغ العالم بأسره بأن لديك آلام في معدتك، وإذا لم يرُق للطفل شخصية الطبيب المختص أو المعالج له، فإن الأمر يستحق أن يخبر به والديه وبناء على تقييمهما للموقف ربما يمكنه الذهاب إلى طبيب آخر.
طفلك بحاجة إلي طبيب نفساني وهذه هي الأسباب:
السرقة والكذب والهروب من المدرسة والتلعثم والتأتأة وقضم الأظافر والفزع أثناء النوم والمشي أثناء النوم ومص الأصابع والتبول اللاإرادي وغيرها كلها أعراض تدل على أن طفلك في حاجة إلى طبيب نفسي!!
ولم العجب أليس طفلك – مهما صغر سنه – إنسانًا يشعر ويتألم ويقلق ويحزن ويفرح ويكتئب أيضًا لما يدور حوله داخل المنزل أو في المدرسة أو بين الزملاء والجيران.
ولهذا فمن الخطأ اعتبار هذه الأعراض أعراض عادية تحدث لكل الأطفال، أو أشياء تخجل منها الأسر وتخشى أن تبوح بها أو تكشف عنها خاصة إذا كان الأمر يتعلق بفتاة صغيرة يمكن أن يؤثر على سمعتها في المستقبل، فالمتخصصون في طب نفس الأطفال يؤكدون أن لهذه الأعراض علاجات حسب كل حالة تنقذ الطفل من آلامه النفسية ومن نظرات الآخرين واستهزائهم، كما أنها تنقذ الوالدين من معاناتهم وما قد يتعرضون له من مواقف لا يحسدون عليها.
ويتبع: طفل في عيادة نفسية.. تجربة لا تدعو للخجل2
واقرأ أيضا:
التوقعات الأبوية (الوالدية) Parental Expectations / المش_توحد : ما ليس ذاتوية