الإنسان العربي أرخص البشر فوق التراب، وتتفاعل معه وسائل الإعلام بلغة الأرقام، ولا تحسب له أي دور ومقام.
وهذا ما يحصل في العراق وسوريا وليبيا واليمن والسودان، وباقي البلدان المستباحة والمصادرة فيها قيمة الإنسان.
وما يجري عليه سببه فقدان قيمته، فلا يهم الدنيا موت الآلاف وارتكاب الإبادات الجماعية بحقهم، فالذين يموتون يستحقون مصيرهم لأنهم لا يحترمون أنفسهم، ولا تعير لهم اعتبارا الكراسي المتسلطة عليهم.
فما قيمة المواطن في بلاد العرب أوطاني؟
هل له أهمية كباقي البشر؟
هل تُصان حقوقه الإنسانية ويتوفر له الأمان وأبسط الحاجات الأساسية للعيش الكريم؟
هل تغار الكراسي على المواطنين وتعمل على حمايتهم ؟
لو قتلوا مواطنا صينيا لهبت أمة الصين تطالب بثأره، أما لو قتلوا آلاف العرب فالكراسي في تجاهل ونكران، فلماذا لا يفتكون بالبشر المقهور المهان؟!!
علينا أن نواجه أنفسنا، حكوماتنا لا تحترم المواطنين وتعاديهم، وتذلهم وتظلمهم، وتمحق قيمتهم، ووفقا لما يكونون عليه في بلدانهم تتعامل معهم دول الدنيا.
فما أسهل قتل العربي، والفتك به، لأنه رقم في بلاده.
أنظروا ماذا يحصل، خطف، تغييب، قتل، اغتيال، اعتقال، إهانة، مصادرة حقوق، واستحواذ على ممتلكات، وتفشي الفساد والمحسوبية، والاستعانة بالأجنبي بواسطة العربي للنيل من العربي.
وقد بلغت مصادرة قيمة المواطن ذروتها بتسخير الدين للتعبير عنها بأبشع الصور التي لا تخطر على بال، فسحقه صار من طقوس الدين المشخصن، والمحصن بالتأويلات والتفسيرات العدوانية على الدين وأهله، والمروجة وفقا لخدمة مصالح أعداء الأمة والدين.
فلماذا نستغرب من عدم اكتراث الآخرين لقتل آلاف العرب ودفنهم في مساكنهم؟!!
و"العقاب سيف ذو حدين"!!
واقرأ أيضًا:
الكراهية والسياسة؟!! / القوة النفسية والعقلية!!