جِمي زميلي من الصين، وكان صبيا في أواخر مرحلة "ماو" (1893 - 1976)، والذي حكم للفترة (1949 - 1976)، وحدثني عن طفولته البائسة، وكيف كان يعيش في قرية صغيرة.
يقول لي، قريتنا اليوم تحولت إلى مركز تجاري عالمي، ووالديَ يعيشان في شقة حديثة تتوفر فيها الشروط اللازمة لحياة كريمة.
قلت: كيف حصل هذا؟
قال: الرئيس "ماو" أعاد ترتيب عقولنا وأنارها بالثقافة وبأشعاره الرائدة!!
قلت: ماذا؟
قال: جعلنا نفكر بطريقة مغايرة!!
وعندما زرت الصين أذهلني نظامها وطريقة الحياة فيها، وتسارع العمران والحركة المتوثبة إلى مستقبل محكوم برؤية واضحة.
المشاهد أمامك تتحرك بقوة وعزم وإيمان بمستقبل زاهر.
القطارات لا يوجد مثلها في الدنيا، تنطلق بسرع صاروخية فائقة.
ركبت قطارا كأنه طائرة لا يلامس سكة الحديد، قالوا أنه يتحرك على مخدات كهرومغناطيسية.
احترت في أمر أمة ناهضة متوثبة تجاوز عدد سكانها المليار بكثير، وبين مجتمعاتنا العاوية الخاوية المنهمكة بالغابرات والثأر لما فات وما مات.
ترى مَن يرتب عقولنا، ويجدد تفكيرنا، ويجعلنا مجتمعات معاصرة؟
إن العلة في العقل، فهل عقولنا مريضة؟
ومَن لديه القدرة على علاجنا؟
وهل ستلد الأمة ما يشبه "ماو"، ليخرجنا من غينا وهذيناتنا الحمقاء؟!!
تساؤلات كالأمواج في نهر الحياة، فهل من جواب أيتها الكراسي الحاكمة؟!!
واقرأ أيضًا:
تماحق الأضداد!! / المدن بأهلها!!