كشفت دراسة جديدة أن الرجال مهووسون بالرشاقة تماما كالنساء، مشيرة إلى أن الزمن الذي كان ينظر فيه إلى البدانة على أنها رمز للرجولة قد ولى، وأفادت هيئة الإذاعة البريطانية، أن الاستفتاء الذي أجراه مركز الرعاية الصحية في نورويش وشمل 500 رجلا أظهر أن ثلث هؤلاء يكرهون كروشهم، ويساورهم قلق بشأن أمور كثيرة تتعلق بمظهرهم الخارجي. وجاء في الدراسة أن واحداً من بين أربعة أشخاص ذكر أن زوجته تضغط عليه من أجل خفض وزنه، موضحة أن معظم الذين يريدون خفض أوزانهم يفضلون أن يتمتعوا برشاقة كابتن فريق كرة القدم الإنكليزي دافيد بيكام!
لكن الدكتور "دين هودجكين" أكد أنه على الرجال الراغبين بخفض أوزانهم ألا يقلدوا الآخرين أو يقارنوا أنفسهم بالمشاهير، لأن كل شخص مختلف عن الآخر، داعيا إياهم إلى عدم التركيز على الطريقة التي يودون الظهور بها على حساب صحتهم بشكل عام، وهذا وفق ما جاء بموقع محيط.
رجيم الحمل يعرض المولود للتخلف العقلي
أكدت نتائج أبحاث المؤتمر الدولي الرابع للجمعية المصرية لأعصاب الأطفال الذي عقد بالإسكندرية كما أوضحت الدكتورة سناء يوسف أستاذ أعصاب الأطفال بطب عين شمس أن وظائف المخ لدى الطفل تبدأ في التكوين في الأشهر الثلاثة الأخيرة للحمل وتستمر في النمو حيث يكتمل 80% منها مع بلوغ الطفل عامه الثاني، ولهذا تتسبب الأم التي تتبع رجيما أثناء الحمل في تعريض مستقبل الطفل بالتخلف العقلي وضعف المهارات الإدراكية والمعرفية بجانب ضعف مناعة الجسم، وفق ما جاء بجريدة الأهرام المصرية.
ماذا تقول النساء؟
تقول السيدة نوجا مديرة إحدى مراكز التخسيس الخاصة بالنساء بالقاهرة إن غالبية النساء اللاتي تذهبن لها بالمركز تكن راغبات في التخسيس وليس سعياً وراء اللياقة البدنية وهذا بنسبة تصل إلى 80% تقريباً، أما النسبة الباقية فتأتي من غير المصريات المقيمات بمصر من دول أخرى مثل السعودية وجيبوتي والكويت وسوريا، وعن السبب الرئيسي وراء اهتمام النساء بإنقاص أوزانهن والحصول على الرشاقة تقول مديرة المركز:
في الغالب تأتي المرأة المتزوجة بعد زيادة وزنها ونقد زوجها لها بسبب هذا، وبعد قلقها أن ينصرف زوجها عنها وبخاصة مع زيادة معدلات الطلاق والانحرافات الأخلاقية والعلاقات غير الشرعية والزواج العرفي في المجتمع في السنوات الأخيرة، وبخاصة مع زيادة تركيز الفضائيات على تقديم الممثلات الجميلات الرشيقات، فكان عرض أحد المسلسلات في رمضان الماضي السبب في زيادة إقبال النساء للحضور من أجل التخسيس والرشاقة، خاصة وأن الأزواج تبدأ في مقارنة زوجاتهم بالممثلات اللاتي يظهرن في التليفزيون، والنساء في هذه الحالة تخشين المقارنة وتخشين أن تتراجع مكانتها عند زوجها، فتظل حريصة على الرجيم من أجل إنقاص وزنها ومن أجل أن ترتدي لبسها الذي ضاق عليها ولم تعد ترتديه، وتضيف: حتى البنات اللاتي تأتين من أجل الرياضة والتخسيس تأتين لأن الشباب أصبح يفضل الارتباط بالرشيقة قليلة الوزن، وقد تأتي مع خطيبها وفق رغبته في إنقاص وزنها!
الخوف من العنوسة
وتتفق معها كابتن مروة مدربة في مركز التخسيس فتقول: مع زيادة معدلات الطلاق في المجتمع بدأت كثير من الزوجات في الاتجاه لإنقاص أوزانهن للحفاظ على أزواجهن، والرغبة في الارتباط والخوف من العنوسة لدى الفتيات تكون السبب الرئيسي للاتجاه للتخسيس، كما أن هناك فتيات تأتي قبل زواجها بشهور من أجل إنقاص وزنها وكي تبدو رشيقة في حفل الزفاف وكي يبدو عليها فستان الفرح جميلاً.
والخوف من البدانة أيضاً:
والتقينا بـ"عواطف حافظ" 41 سنة إحدى المشتركات في مركز التخسيس التي تقول عن سبب ذهابها إلى المركز: أحب الرياضة بطبيعتي منذ صغري، ولو لم أبذل جهد وأتحرك كثيراً يزيد وزني وتثقل حركتي وأنا لا أحب هذا، وأخاف من البدانة، لأنها تسبب الأمراض التي تؤثر على الصحة بشكل عام، والرياضة تجعلني أحافظ على صحتي، فحين زاد وزني قليلاً ذهبت لطبيب من اجل الحفاظ على نظام غذائي معين يساعدني على تقليل وزني وفعلاً نصحني بالرياضة والمشي يومياً لمدة ساعة.
وتكمل عواطف حديثها: بصفة عامة هناك إقبال كبير من النساء الآن لصالات لعب الرياضة والرجيم حتى لو زادت كيلوجراما واحد يحدث لها صراع نفسي ولي صديقات كثيرات يفعلن هذا بسبب حرص الزوجات خصوصاً على الظهور بمظهر جميل ورشيق أمام أزواجهن خاصة مع ما يعرضه التليفزيون من مسلسلات وأغني فيديو كليب.
وتقول وسام 29 سنة متزوجة إن سبب حرصها على الذهاب لمركز التخسيس هو زيادة وزنها بعد الحمل والرضاعة، وتضيف: بدأت أشعر بالضيق من زيادة وزني، وأردت استعادة لياقتي مرة أخرى كي أعود لوزني الطبيعي ثانية، فالإحساس بالرشاقة والخفة مسألة مهمة وإحساس جميل، خاصة وأن لدى الكثير من الملابس التي ضاقت على بعد زيادة وزني وأريد العودة لارتدائها مرة أخرى.
أما جيهان 25 سنة آنسة فحين سألتها عن سبب ذهابها لمركز التخسيس ضحكت وقالت: لان الكثير من المتعاملين معي يعتقدون أني متزوجة ويقولون لي (يا مدام)، وهذا يضايقني وربما يعتقدون هذا بسبب وزني الذي زاد خلال الفترة السابقة، ووالدي أيضاً يقول لي أن وزني زائد، ولهذا أريد أن يقل وزني، خاصة وأن أزياء الملابس الأنيقة تكون في الغالب للمقاسات الصغيرة، ولهذا أتعب كثيراً عند شراء ملابس مناسبة لي، ثم تضيف ضاحكة: علاوة على أن الشباب أصبح يفضل الارتباط بالفتاة الرفيعة الأقل وزناً.
وتقول دعاء كساب 29 سنة آنسة أنها غير راضية عن وزنها الحالي وتريد إنقاصه وتضيف: حاولت أكثر من مرة إنقاص وزني ولكني توقفت بسبب الانشغال في الدراسة أو العمل، وعن أهمية إنقاص وزنها تقول: إنقاص الوزن يتيح سهولة الحركة، ويتيح لي ارتداء المزيد من ملابس التي تعجبني ولا تناسب مقاسي، ولهذا فأنا مصممة هذه المرة أن استمر في الرجيم والرياضة كي يقل وزني.
محاذير في إنقاص الوزن
وعن الجانب الطبي للرجيم والتخسيس تقول الدكتورة عنايات عثمان رئيس قسم الباطنة بجامعة الأزهر انه بصفة عامة يجب أن يلتزم الشخص بنظام غذائي متوازن مع توفير الاحتياجات الأساسية لجسمه مع تقليل العناصر التي تسبب السمنة مثل الدهون والنشويات والكربوهيدرات، فالقاعدة في ديننا الإسلامي ألا نملأ المعدة بالطعام فالرسول يقول ما ملأ ابن آدم وعاء قط شراً من بطنه، ويقول أيضاً بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه.
وتضيف عن نظام الرجيم: (أما ما يحدث للبعض من إتباع نظام رجيم من أجل إنقاص الوزن والرشاقة فلابد من وجود محاذير معينة لهذا لأن إنقاص الوزن السريع له أضرار كثيرة مثل نقص لعناصر مهمة مثل الكالسيوم والماغنسيوم والحديد فنقص الحديد بالجسم يصيب الشخص بالأنيميا والشعور بالهزال، ونقص الكالسيوم في الجسم يسبب تقلصات شديدة في العظام، كما أن نقص الدهون فجأة في الجسم يصيب الكُلي بالأذى ويسبب المغص وهذا يعطي نتائج سلبية على الجسم كله بالتالي ولهذا يجب أن يتم إنقاص الوزن وفق برنامج زمني معين قد يمتد على مدي ستة أشهر أو سنة على الأقل وقد يمتد لسنوات، وفي حالة التوقف فيجب ألا يعود الشخص لنظامه الغذائي القديم فعليه أن يحرص على تقليل السعرات الحرارية في طعامه حتى لا يزيد الكيلوجرامات التي نقصها أثناء الرجيم أسرع مما نقصها ويحدث له انتكاسة بشرط احتواء الطعام على الاحتياجات الأساسية للجسم من البروتينات والفيتامينات والكالسيوم والماغنسيوم والحديد.
أما عن الجانب النفسي في القضية فيحدثنا الدكتور وائل أبو هندي الأستاذ المساعد للطب النفسي بجامعة الزقازيق: نحن نعيش في عصر الصورة في ظل ضغوط وترويج مستمر لثقافة معينة للصورة أمامنا في وسائل الإعلام، مما أدي لتكوين فكرة خاطئة لدى الناس بأن الجمال مرتبط بنموذج معين يراه على الشاشات، فنحن نتعرض يومياً لما يقرب من 500 إلي 600 صورة يومياً، وكلها تدور في إطار النحافة والرشاقة وخفة الوزن، ما يرتبط بصفات هذا النموذج للجمال الأنثوي أنها رشيقة وناجحة ومتميزة وتخرج علينا في التليفزيون والفضائيات وكلها أمور جيدة لدى المتفرج وترتبط لديه بانطباعات إيجابية تجعله يبحث عن هذا النموذج في حياته، فحين يعرض نموذج المرأة البدينة يُعرض في إطار السخرية منها فقط وليس في إطار إيجابي، كما أن هناك تحامل اجتماعي بصفة عامة ضد النساء البدينات فلا يوجد لهن قبول في المجتمع، ذلك المجتمع الذي تغيرت معظمُ المفاهيم فيه متفاعلة مع ثقافة الصورة ووسائل انتقال المعلومات إلى أن أصبح مجتمعًا مصابًا بوسواس الوزن والرشاقة، وأصبحت البدانة مرضًا في رأي معظم الناس بالرغم من عدم صحة ذلك بشكل مطلق من الناحية الطبية، كما أصبحت اضطرابات الأكل تستحقُّ عن جدارةٍ أن توصفَ بأنها اضطراباتُ الحمية! أو اضطرابات الرجيم النفسية.
ومن الطريف أن الدكتور وائل يعلق على الصورة المثالية للجمال التي يروج لها الإعلام بوسائله المختلفة بقوله: لابد أن نعرف أن مقياس الجمال الشائع غير إنساني وهناك دراسة في الأنثروبولوجي "علم دراسة الإنسان" تقول أنه لا يستطيع الوفاء بمقاييس الجمال العالمي إلا 5% فقط من المجتمع النسائي في العالم! أما ال 95% من النساء فنظل في صراع طول حياتها لعدم وصولها للصورة المطلوبة والمرغوبة في المجتمع!
ويضيف: أما موضوع الرجيم فهو "أسطورة"! فمن يسير عليه فترة ولا يستمر عليه ويتوقف، يزيد وزنه ثانية، فأقصر طريقة للبدانة المفرطة هي الرجيم المتكرر! وعواقب تأرجح الوزن أسوء من الناحية النفسية من البدانة نفسها.
أما عن كون المرأة الأكثر اهتماماً بالرشاقة والرجيم فيقول الدكتور وائل: كون المجتمعات العربية مجتمعات ذكورية تركز على شكل المرأة أكثر، فمن هنا يصبح جسد المرأة وشكلها في غاية الأهمية، فتتجه نحو التخسيس ويصبح محور اهتمام لديها.
اقرأ أيضا:
كيف نأكل؟ هل لهذا علاقة بالبدانة / هل البدانة مرض؟ / الوصمة الاجتماعية للبدانة / ما هي أسبابُ انتشار البدانة؟ / البدانة في الأطفال والمراهقين