المناهج التربوية من منظور إسلامي (1)
إذن يجب الرجوع إلى القيم التي في الجذور الإسلامية لنستمد منها ما نضمن أنه يبني الإنسان الكامل المتكامل من جميع جوانبه الخلقية والعقلية والجسدية والاجتماعية على أساس إسلامي حقيقي، ويجب أن توضع كل المناهج من منظور إسلامي متجدد حسب التطور والانفجار المعرفي والتكنولوجي الذي حدث في عالم اليوم مع التمسك القوي بالأصالة في النشأة والوجود مع الاستمرارية، حتى لا يتهم المنهج الدراسي بأنه جامد في قوالب لا تتغير بظروف الزمان والمكان ولكن يجب أن يظل الأصل ثابتاً مهما تغيرت الأنماط والأشكال والتي تكون نتاجا طبيعيا لتوجه المجتمع المعين وجهده، فكلما تغيرت حياته بتغير الظروف تغير الشكل دون المضمون ــوهو الأصلــ لأنه يظل مرتبطاً بتصورات المجتمع العامة في الحياة والمعتقدات والتقاليد والمثل التي يتمسك بها المجتمع وهو التوجه الحضاري.
وبهذا يكون للمجتمع الإسلامي صبغة خاصة لا تتغير ولا تتبدل على الرغم من اختلاف ظروف الزمان والمكان، وهذه الصبغة الخاصة هي نتاج لوحدة التصور النابغ من وحدة العقيدة الإسلامية. وهذا التصور معناه المنظار الذي يرى به المسلم الأشياء من حوله ويميزها ليدرك الصواب من الخطأ بمعنى آخر التصور هو عبارة انعكاس القيم والمفاهيم في عالم الواقع لتكون سلوكاً وأعرافاً وتقاليد ونظم الحياة الاجتماعية، فالمنهج الدراسي يجب أن تكون له ثوابت لا يحيد عنها لبناء الإنسان المسلم المتمسك بعقيدته لتأتي الثمرة في النهاية كما ذكرنا سابقاً، ومن هذه الثوابت ما يلي:
وجود الخالق بصفاته وانعكاس التوحيد على سائر جوانب الفكر والعمل.
• عبودية الإنسان لله سبحانه وتعالى وغاية وجود الإنسان هي عبادة الله تعالى.
• يكون الإيمان بالله شرطاً لقبول الأعمال وصحتها.
• الإسلام هو دين الله القويم.
• الإنسان مخلوق مكرم على سائر الخلق.
• العقيدة هي رابطة التجمع الإنساني لا العرقي ولا الجنسي.
• الدنيا دار ابتلاء وعمل والآخرة دار الحساب.
• الإنسان مستخلف في الأرض والكون مسخر له.
• الإيمان بكامل الوحي وهو المصدر للمعرفة والعقل وسيلة لهذه المعرفة.
• الإيمان بكل هذه الحقائق في الزمان والمكان والإنسان.
إن قيمة خاصية الثبات هي تثبيت الأصل الذي يقوم عليه المسلم وتصوره وبذلك تستقر حياته وحياة مجتمعه، وذلك مع إطلاق الحرية للنمو الطبيعي في الأفكار والمشاعر وفي النظم والأوضاع وبالتالي لا جمود ولا انفلات.
من هذا كله نخلص إلى أن المنهج الدراسي يكون شاملا والشمول من أهم خصائص التصور الإسلامي المبعوث من الربانية، فالمنهج الذي تلقاه البشر من الله سبحانه وتعالى شامل لكل شيء، لم يهتم ببعض الأمور ويهمل الأخرى وإنما اشتمل على كل مجالات الحياة. وبالتالي يمكن أن يكون المنهج الدراسي وفي جميع الميادين يقوم على هذا الأساس. هذا كله يقودنا إلى عملية تأصيل المعرفة في المدارس جميعاً لأن الهدف ليس مدرسة واحدة إذا أردنا أن يكون البناء الصحيح لكل أفراد المجتمع. إذ أن المطلوب هو تأصيل العلوم التي تقدم للطالب المدرسي لنموه نمواً صحيحاً لأنها أساساً نشأت لتتناول المشاكل التي تدور في المجتمع، لهذا يجب ألا تكون هذه الخبرات والمعلومات غريبة على من تقدم له حتى يسهل عليه استيعابها، وهي يجب أن تكون مبنية على الأصل الإسلامي الذي هو القيم الاجتماعية والثقافية العامة السائدة في المجتمع، وهذه هي قيم الإسلام وأعرافه وتقاليده.
عملية تأصيل وأسلمة المناهج هامة فهي تعطي المناهج البعد والصيغة الإسلامية،بربط المواد الدراسية بمبادئ الإسلام، مثل القيم الخلقية والدينية وربط هذا كله بحياة الطالب في مجتمعه، عملية التأصيل هذه تتطلب إعادة صياغة المناهج الدراسية الحالية على ضوء الإسلام من حيث المعلومات وتنسيقها وربط بعضها ببعض ربطاً منطقياً. هذا كله يتطلب صياغة الأهداف بطريقة تجعل فروع المعرفة المختلفة تثرى التصور الإسلامية لتربية الطالب ليكون عاملاً ومشاركاً في بناء مجتمعه بصورة جادة ونشطه ويتمكن من أداء دوره بإيجابية وفعالية.
وبما أن المؤسسات التعليمية كلها بما فيها الجامعات هي المؤسسات التي تهتم ببناء الفرد المسلم من جميع جوانبه الاجتماعية والنفسية والعقلية والخلقية والجسدية وتعدل من سلوكه واتجاهاته، كان لا بد من مراعاة عوامل التغيير والبناء وربطها بالمؤثرات والمتغيرات الثقافية والحضارية، وربط هذا بواقع التلميذ وعقيدته.
أسس المناهج من منظور إسلامي:
1ــ الأساس المعرفي:
الأساس المعرفي في الإسلام يعني النظرة الإسلامية لجميع أنواع معارف العلوم التي يجب أن يتعلمها الفرد المسلم أو الجماعة حسب فائدتها ودرجة نفعها لهم مع عدم معارضتها للتعاليم الإسلامية التي تنطلق منها. لهذا فطبيعة المعرفة التي تكون المنهج تكون مستلة من التعاليم الإسلامية. (اختلف الناس في العلم الذي هو فرض على كل مسلم. فقال العلماء هو العلم بالفقه وقال المفسرون والمحدثون هو علم الكتاب والسنة... وأما العلوم التي ليست فرضاً فتنقسم إلى شرعية وغير شرعية.. فالعلوم التي ليست بشرعية تنقسم إلى ما هو محمود وإلى ما هو مذموم وإلى ما هو مباح.
فالمحمود ما ترتبط به مصالح وأمور الدنيا كالطب والحساب... وأما المذموم من العلوم فكعلم السحر وعلم الشعوذة وأما المباح منه فالعلم بالأشعار وتواريخ الأخبار وما يجري مجراه. وأما العلوم وهي المقصودة بالبيان فهي محمودة كلها... فالأصول أربعة: كتاب الله عز وجل وسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام. وإجماع الأمة وآثار الصحابة، والفروع هي ما فهم من الأصول لا بموجب ألفاظها بل بمعان تنبهت لها العقول.. والمقدمات وهي التي تجري منه مجرى الآلات كعلم اللغة والنحو، فإنها آلة لعلم كتاب الله والتفسير والناسخ والمنسوخ.. وعلم أصول الفقه والعلم بالرجال وأسماءهم وأنسابهم.. فهي كلها محمودة، بل كلها من فروض الكفايات).
إذن التربية الإسلامية ليست غاية وإنما هي وسيلة لغاية وهي بناء الإنسان الكامل المتكامل القادر على أن يحمل رسالة الإسلام بعد إيمانه بها ويلم بعقيدته ويطبق شرع الله في نفسه ويأمر غيره لتطبيقه ثم نشره بين التلاميذ ليكونوا صالحين محققين لأهداف الإسلام في المجتمع.
إذن الأساس المعرفي لمنهج التربية الإسلامية يقوم على مقومات العقيدة الإسلامية وفلسفته تشكل الخبرات والمعلومات المكونة للمنهج الدراسي، كما أنها تستمد من الأدلة العقلية والنقلية والحسية التي تسعى لإسعاد المجتمع المسلم في الدنيا والآخرة. ومما لاشك فيه (أن الله هو المثل الأعلى للمسلمين وهو الغاية القصوى التي يجب أن تنتهي إليها كل غايات التربية والتعليم وأن القرآن الكريم هو نقطة الانطلاق لبناء النفس الإنسانية في الفرد وبناء الأسرة ثم بناء الإسلامية القائمة على شرع الله بالحق وإقامة نهجه الباني المصدر الرباني الإنساني الهدف من الأرض).
2. الأساس الفلسفي أو الفكري:
جاءت الشريعة مكتملة الجوانب لبناء الإنسان المسلم الذي يعمل لإسعاد نفسه ومجتمعه. فقد ضمنت تعاليم الإسلام العقيدة والعبادة وتشريع الحكم والفقه ونظام الأسرة والمجتمع وجميع ميادين الحياة وفق التصوير الإسلامي. فالإسلام بهذه المفهوم هو أيدلوجية المجتمع المسلم وهو عقيدة الفرد والجماعة هو توجيه وتشريع. وهذا هو الأساس الفلسفي للتربية الإسلامية الذي ينادي بعبادة الله سبحانه وتعالى والإيمان بوحدانيته وهو الذي خلق الإنسان وكرمه واستخلفه في الأرض لتعميرها عالماً بأن الأرض والكون جميعه مسخر للإنسان كما أنه عامل هام وميدان واسع للتأمل والتفكير لمعرفة الله سبحانه وتعالى. هذا كله يتطلب من الفرد المسلم أن يلتزم بما فيه مع الإيمان الكامل بأن الإسلام جاء بآخر الرسالات وهو منهج حياة كامل وأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو آخر الأنبياء والرسل. قال تعالى (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) (القمر:49). كما قال تعالى (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) (القصص: 77 ).
من هذا كله يتضح أن هذا الأساس هو أساس يستمد أهميته من نظرة الإسلام إلى الكون والإنسان والحياة عامة. كما يقوم هذا الأساس يستمد أهميته من نظرة الإسلام إلى الكون والإنسان والحياة عامة. كما يقوم هذا الأساس على الإيمان بالقيم والمثل العليا التي أنزلها الله سبحانه وتعالى والإيمان بأن الكون وما فيه من ماديات يخضع في تطوره لعوامل يجب على الإنسان أن يفكر ويجتهد في الكشف عنها، وكل ذلك مبني على مبدأ الفروق الفردية بين الأفراد المتعلمين.
اهتمت التربية الإسلامية بعلم النفس حتى تكتشف مقدرات واهتمامات وميول ورغبات المتعلم حتى تتوفر له الخبرات والمعلومات المناسبة له لكي يستفيد منها في نموه الكامل المتكامل جميع جوانبه ليكتسب سعادة الدنيا والآخرة وهو هدف التربية الإسلامية، وبهذا يوفر علم النفس أفضل الطرق لتعليم الفرد المسلم الذي يلبي حاجاته العقلية والجسدية والخلقية والاجتماعية في توازن. فعلم النفس يتعامل مع الإنسان ككائن حي يرغب ويحس ويدرك وينفعل ويتعلم ويتخيل ويفكر ويعبر ويريد ويفعل مع تأثيره بالمجتمع الذي يعيش فيه كما يؤثر هو أيضاً في ذلك المجتمع.
المقصود من كل هذا التدرج في المفاهيم مع مراعاة القدرات العقلية للمتعلم حتى تتحقق الشخصية الإسلامية المتزنة.. قال الإمام الغزالي في الاهتمام بعلم النفس لمراعاة قدرات المتعلم: (أن لا يخوض في فن من فنون العلم دفعة، بل يراعي الترتيب ويبتدئ بالأهم، فإن العمر إن كان يتسع لجميع العلوم غالباً، فالحذق أن يأخذ من كل شيء أحسنه... ويصرف قدرته في الميسور من علمه إلى استكمال العلم الذي هو أشرف العلوم وهو علم الآخرة.... ولا يخوض في فن حتى يستوفي الفن الذي قبله، فإن العلوم مرتبة ترتيباً ضرورياً وبعضها طريق إلى بعض... وعلى المعلم أن يقتصر بالمتعلم على قدر فهمه فلا يلقى إليه ما لا يبلغه عقله فينفره أو يخبط عليه عقله اقتداءً بسيد البشير حيث قال: (نحن معشر الأنبياء أمرنا أن ننزل الناس منازلهم ونكلمهم على قدر عقولهم... وأن يلقى إليه الجلي اللائق به).
4. الأساس الاجتماعي:
الأسس الاجتماعية تمثل الجانب العلمي والإجرائي للأسس المذكورة سابقاً والتي تمثل الجانب النظري لأسس المناهج. وفي هذا الأساس توضع الأهداف الرئيسية التي تحدد حاجات وقيم ومتطلبات المجتمع التي تسمى التربية لغرسها في الفرد المتعلم والذي هو جزء من ذلك المجتمع.
من هنا يتضح أن التربية يجب أن تقوم على أساس متكامل من القيم والمبادئ والأسس الإسلامية .والتي ينادي بها الإسلام والتي تسير كل شئون الحياة. قال تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) (النساء: 59 ).
وهدف الأساس الاجتماعي في الإسلام هو التطبيع الاجتماعي والتنشئة الاجتماعية للطلاب وإكسابهم العادات وطرق التفكير عندما تقابلهم مشكلات في حياتهم وكيفية التعامل مع أفراد المجتمع الآخرين وتنمية روح التعاون مع البعض واحترام الواجب وبذل النفس رخيصة في إعلاء كلمة الله وفي سبيل العقيدة وحمايتها والمساهمة في تطوير المجتمع الإسلامي وتقدمه.
هذا الأساس الاجتماعي مبني على اعتماد أن الإنسان خلقه الله مكرماً حيث قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ.....) (الإسراء:70 ). وأن الإنسان مخلوق اجتماعي حيث قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (الحجرات:13). بهذا تصبح العلاقة بين أفراد المجتمع المسلم علاقة ود وتراحم وتعاون للتأمين والحماية لهذا المجتمع من أعدائه والمتربصين به ولتأمين نشر الدعوة الإسلامية في المجتمعات الأخرى قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (سبأ: 28).
لهذا كله تصبح العلاقة بين الفرد والمجتمع الإسلامي علاقة مبنية على أسس تحمي الفرد ومجتمعه الإسلامي من التغول من المجتمعات الجائرة الأخرى، وأصبحت مسؤولية الفرد نحو مجتمعه الإسلامي قائمة على (أن تنمي في الفرد وذاتيته، مسؤولية في الوقت ذاته عن أن تنمي فيه عضويته في المجتمع من العلاقات والعوامل الاجتماعية وأن الأدوار التي يقوم بها الأفراد في جماعاتهم أدوار متعددة ومتشابكة ومتنوعة، ومختلفة باختلاف الظروف والمواقف).
الخاتمة:
عملية تأصيل وأسلمة المناهج هامة في المدارس، فهي تعطي المناهج البعد والصيغة الإسلامية بربط المواد الدراسية بمبادئ الإسلام مثل القيم الخلقية والدينية وربط هذا كله بحياة الطالب في مجتمعه. وهذه العملية تتطلب إعادة صياغة المناهج الحالية على ضوء الإسلام من حيث المعلومات وتنسيقها وربطها ببعضها منطقياً. هذا كله يتطلب صياغة الأهداف بطريقة تجعل فروع المعرفة المختلفة تثري التصور الإسلامي لتربية الطالب ليكون عاملاً ومشاركاً في بناء مجتمعه بصورة جادة ونشطة، ويتمكن من أداء دوره بإيجابية وفعالية.
لهذا يجب أن يتسم المنهج بالثبات الذي يشتق من ثوابت القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وسير الصحابة وعلماء المسلمين والإجماع والقياس. كما يجب أن يكون منهجاً متكاملاً يهتم بحياة الفرد والجماعة وينميها من جميع جوانبها المختلفة. وعلى المنهج أيضاً أن يعالج التعليم في ظل أهداف التربية الإسلامية التي تبني الفرد البناء الكامل المتكامل من جميع جوانبه بناءً متوازناً.
كذلك يجب أن يكون المنهج متوازناً ومرناً وقابلاً للتعديل بالإضافة أو الحذف فيما يتعلق بالفروع وفق ما تتطلبه وتقتضيه مصلحة المجتمع المسلم وبهذا يواكب المجتمع المسلم التطور الذي يحدث من حوله في المجتمعات الأخرى.
يتضح أن هنالك توجهات لطبيعة المنهج التوجه الأول، هو مراعاة طبيعة الطالب، وهو توجه سيكولوجي، والتوجه الثاني، هو مراعاة طبيعة المجتمع وهو التوجه الاجتماعي، فالمنهج يجب أن يجمع بين الطالب والمجتمع، كما لا يجوز فصل المؤسسة التربوية كمؤسسة اجتماعية عن المجتمع وما يدور فيه لأنها هي جزء لا يتجزأ عن المجتمع، فالاهتمام بالنواحي الاجتماعية ودراسة البيئة والظروف المحلية للشكل الذي يجعله مواطناًً صالحاً مستنيراً مدركاً لجميع الأوضاع المحلية به لا يكون إلا بالتعاون بين المجتمع والمؤسسة التعليمية، عليه يجب أن تكون هناك علاقة وثيقة بين المنهج وكل من خصائص المجتمع وحاجاته وأهدافه الرئيسة ومشكلاته، لهذا عند وضع أي منهج يجب أن تدرس هذه النواحي جميعها وتوضع في شكل خيارات يكتسبها الطالب حسب رغبته واهتمامه وقدراته واستعداده للوصول إلى حاجاته المنبثقة من حاجات المجتمع الذي يعيش فيه والتي لا تتعارض وعقيدته الإسلامية. وهذا معناه أن نأخذ ما نراه صالحاً لحياتنا من المجتمعات الأخرى على ألا يتعارض مع القيم والعادات والتقاليد المستمدة من الشريعة.
واقرأ أيضاً:
الإسلام في المدارس السويدية / الثقافة الإسلامية في الكتب المدرسية الأوروبية / صورة الإسلام في الكتب المدرسية في أوروبا