دائما ما أدفع ضريبة ثمن إجابتي على هذا السؤال؟ ماذا تعملين؟ فدائما ما تلي الإجابة أسئلة لا حصر لها أحيانا تكون غريبة مثل ممكن تحللي لي شخصيتي؟ أو هو أنا شخصيتي طبيعية؟ عايز أعرف بطني توجعني بالليل ليه؟ وأحيانا أسئلة أخرى غير غريبة كالشكوى من مشكلة نفسية أو اجتماعية؟ ومن ضمن الشكاوى التي تكررت على مسامعي كثيرا هي شكوى الأمهات أو الآباء من أن أحد أطفالهم يعاني من فوبيا (أو رهاب) الظلام أو الخوف من الظلام... مما شجعني ذلك على الاجتهاد في تصميم برنامج سلوكي أتمنى أن يؤتي ثماره وأحب أن أوضح للقارئ أن البرنامج يستغرق وقتا وقد لا يأتي بنتيجة فورية وقد يتطلب تكراره أكثر من مرة فالأمر يحتاج صبرا.
والفوبيا أو الرهاب هو خوف مرضي ليس خوفا عاديا، إذ يسبب موضوع الخوف حالة من الفزع والبكاء الشديد عند الطفل ونراه يتصبب عرقا ويثبت في مكانه وتزداد دقات قلبه ويرتعش جسده رعب ورهبة..... فماذا نفعل؟ يأتي لنا أحد الولدين أو كلاهما للشكوى بعدما يكون جرب أكثر من طريقة ولم تفلح ونبشر هؤلاء بأن الخوف من الظلام يمكن التغلب عليه باتباع برنامج سلوكي مبسط لا يصلح فقط في حالات فوبيا الظلام ولكن يصلح لغيرها كالخوف من الماء مثلا أو من الحيوانات فيمكنا أن نستبدل موضوع البرنامج الآتي وهو الظلام بمصدر الخوف الذي يعاني منه الطفل.
تهيئة
* نسأل الطفل عن أسباب خوفه من الظلام ((أو مصدر الخوف)) وإذا ما كانت إجابته أنه مثلا يخاف من الظلام بسبب الجن والعفاريت نطمئن الطفل أن لا وجود لمثل هذه الأشياء أبدا.
* نحاول أن نحكي للطفل حكايات يكون الظلام ((أو مصدر الخوف)) فيها عنصرا إيجابيا كأن نقص عليه مثلا قصة أميرة الظلام أو قصة عن ملاك يظهر في الظلام يحمي الأطفال وما إلى ذلك من القصص الإيجابية.
* نعرض على الطفل نموذج ايجابي لطفل لا يخشى الظلام قد يكون هذا النموذج أخ أكبر أو طفل آخر أو من خلال الاستعانة بالمواد التصويرية كأفلام الفيديو مثلا أو البرامج التلفزيونية مع مراعاة عدم مدح هذا النموذج بصورة مبالغة أو معايرة الطفل الخواف به.
خطوات البرنامج
1- نظلم غرفة في المنزل ولكن ليس ظلاما دامسا بل درجة إضاءة خفيفة وتقوم الأم بالمشي مع الطفل تجاه هذه الغرفة خطوة خطوة وعندما نلاحظ أن الطفل بدأ يخاف وتظهر عليه أعراض الخوف نتوقف ونقوم بتهدئته بالكلام ثم باللعب والعرائس حتى نشعر أن الطفل مستريح وفي حالته الطبيعية ثم نعاود المشي تجاه الغرفة مرة أخرى خطوة بخطوة.
2- نكرر ما حدث وفي كل مرة تظهر أعراض الخوف على الطفل نقوم بتهدئته.
** ملاحظه قد تتم هذه الخطوات في يوم واحد وقد تستغرق يومين أو أكثر
3- إذا ما حدث واستطاعت الأم الوصول بالطفل إلى الغرفة المظلمة أو شبه المظلمة عليها ألا تحاول البقاء في الغرفة فترة طويلة.
4- يكرر التمرين السابق على عدة أيام مع مراعاة أن تطول فترة البقاء في الغرفة في كل مرة عن سابقتها مع خفض درجة الإضاءة في كل مرة عن سابقتها.
5- على الأم أن تختار المرة التي تشعر فيها أن الطفل أكثر هدوءا وتماسكا وتشجعه في هذه المرة على أن يترك يدها وأن يتجول في الغرفة المظلمة بمفرده مع كلمات التشجيع والطمأنة منها.
6-بالمثل تحاول الأم أن تبتعد عن الطفل في الغرفة المظلمة شيئا فشيئا وهكذا حتى يستطيع الطفل البقاء لوحده في الظلام.
ملاحظات هامة
* يجب التأكد قبل بداية التمرين من أن الطفل في حالة صحية وبدنية ونفسية جيدة.
* من يقوم بهذا البرنامج يجب أن يكون محل ثقة الطفل ولا نقوم بتبديله أو تغييره بعد بداية البرنامج.
* إشعار الطفل دائما بأهميته في الأسرة.
* عملية التدعيم هامة جدا فيمكن للام أن تدعم كل تقدم أو سلوك ايجابي يقوم به الطفل من خلال تقديمها هدية أو مكافأة غير مبالغ فيها.
* عدم التحدث أمام الآخرين عن خوف الطفل وفى حالة تمكن الطفل من التغلب على خوفه علينا مراعاة عدم التحدث عن خوفه السابق بل تعزيز سلوكه الإيجابي الجديد كأنه مثلا شجاع وذكي....الخ.
* إذا كان هناك أحد أفراد الأسرة يعاني من الخوف عليه ألا يظهر هذا الخوف أمام الطفل.
* تشجيع الطفل على الإقدام في كل مجالات حياته وتشجيعه على المبادرة.
* المدة المتوقعة لهذا البرنامج هي أسبوع.
* بعض الأطفال الذين يعانون من الخوف من الظلام وجد أنهم يعانون من عيوب في الإبصار وعلى رأسها العشى الليلي فقد يكون هذا هو السبب الكامن وراء خوفهم لذا علينا فحص عين الطفل والتأكد من أنها سليمة.
واقرأ أيضًا:
نوبات الهلع: برنامج علاجي / طلب مساعدة: برنامج نفسي إرشادي / وسواس قهري برنامج علاجي فقهي سلوكي م / برنامج دوائي وسلوكي لدريد